تواردت أنباء، صباح الثلاثاء، عن اشتعال حريق في مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، نقلاً عن شهود عيان، فيما وردت أنباء عن تبادل لإطلاق النار في محيط القيادة في العاصمة السودانية، أثناء محاولة فض الاعتصام أمام مقر القيادة بالقوة، وسط غموض بشأن الجهة التي حاولت فض الاعتصام أمام مقر القيادة. كما وردت أنباء غير مؤكدة عن مواجهات بين قوات الدعم السريع والجيش في منطقة الاعتصام، فيما لم يتسن لنا التأكد من الأنباء. وأفاد شهود عيان أن الجيش يطوق سور القيادة العامة، بعد تبادل لإطلاق النار، كما شكل الجيش طوقاً حول المتظاهرين لحمايتهم، بعد توارد أنباء عن إصابات في صفوف المعتصمين أمام مقر القيادة العامة. ونُقل عن تجمع المهنيين السودانيين أن الجيش فتح بوابات مقر القيادة لحماية المتظاهرين، مؤكداً “فشل محاولة لتفريق اعتصامنا أمام مقر القيادة العامة”. وأظهرت المشاهد التي نقلها متظاهرون من ساحة الاعتصام، عبر حساباتهم الخاصة بمواقع التواصل، تعالي أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص، وقال المتظاهرون إنها بين مجموعة من الجيش التي تحاول صد هجمات القوات الأمنية، وقامت كذلك بفتح عدد من مباني القيادة العامة للسماح للمحتجين بالاحتماء داخلها. وفي الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن سقوط قتيلين في صفوف الجيش إثر المواجهات، أشارت مصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” إلى أنه من المرجح أن تكون القوى المهاجمة من الكتائب الخاصة التابعة للحزب الحاكم تحت مظلة الحركة الإسلامية. وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية قد طلبت من السودانيين التوافد إلى ساحة الاعتصام في محيط قيادة الجيش، تأكيداً لمطالبهم بتنحي الرئيس البشير. وتوافدت أعداد كبيرة من السودانيين إلى مقر الاعتصام في ليلته الثالثة، تلبية لدعوة القوى التي دعت أيضا القوات المسلحة بالانحياز لمطالب الشعب وحمايته. وقالت مصادر الحدث إن هنالك أنباء عن محاولات لفض الاعتصام عبر كتائب تابعة للحركة الإسلامية. وأصدرت قوى إعلان الحرية والتغيير بياناً صحافياً شمل تأكيد مطلب الشعب بالتنحي الفوري للرئيس السوداني عمر البشير، وتكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة ليتولى مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً، من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة. كما دعا البيان القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي، بالإضافة إلى دعوة المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، مع التأكيد على الرغبة الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار. هذا وقد أعلن وزير الدفاع عن تقدير القوات المسلحة لأسباب الاحتجاجات وتطلعات الشعب، لكنها لن تسمح بالفوضى والانفلات الأمني. من جهتها حذرت الخارجية الأميركية الحكومة السودانية من استخدام العنف ضد المعتصمين، وقالت “إن استخدمت الحكومة العنف فعلاقتنا بها ستتأثر”. وبدوره قال السفير البريطاني بالسودان إن الاحتجاج السلمي حق أساسي ويجب عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، لافتاً إلى أن العالم كله يراقب. شارك