الخرطوم: الإنتباهة أبلغت قوى الحرية والتغيير الوسيط الإثيوبي محمود درير قرار رفض التفاوض المباشر مع المجلس العسكري الذي اتخذته بالإجماع. وقالت قوى الحرية إن القرار اتخذ في اجتماع موسع انتهى في ساعة متأخرة من فجر أمس، على أن يكون التفاوض فقط عبر مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات أو الوسيط الإثيوبي أو الاثنين معاً، فيما نقل درير الى رئيس مجلس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ما توصل إليه من محادثات ومقترحات لحل الأزمة السودانية. وأرجع وزير الخارجية الأسبق والقيادي في قوى الحرية والتغيير السفير إبراهيم طه أيوب في حديث ل "اندبندنت عربية"، قرار رفض التفاوض مع المجلس العسكري إلى مسؤوليته المباشرة عن عملية فض الاعتصام، مؤكداً أن الاجتماع قرر أن يكون أي اتفاق موقع مع المجلس العسكري بوجود الوسيط الأفريقي والإثيوبي، وليس منفرداً لضمان تنفيذه كاملاً، وألا يلتقي قوى الحرية والتغيير منفرداً مع المجلس العسكري، إلا في حالة واحدة، هي عند تسليم السلطة للحكومة المدنية. وأشار السفير أيوب إلى أن الوسيط الإثيوبي أبلغهم بتراجع المجلس العسكري عن اتفاقه السابق مع قوى الحرية والتغيير، إذ طلب أن يصادق على الحكومة المدنية قبل إعلانها أي أن يكون له الحق في الموافقة والرفض على الوزراء المرشحين للوزارة الجديدة، فضلاً عن مطالبته بأن يكون مجلس السيادة من 15 عضواً يكون مناصفة بين الطرفين بينما يكون العضو ال 15 من الشخصيات القومية، وأن تكون ولاية رئاسة المجلس السيادي مناصفة على أن يتولى المجلس العسكري رئاسة الفترة الأولى ومدتها 18 شهراً. لافتاً إلى أن قوى الحرية والتغيير تتجه لتشكيل مجلس قيادي يتكون من 25 شخصاً يضم كل المكونات المنضوية تحت لوائه على أن يتم تقسيم عضويته وفق الوزن السياسي. وحول لقاء قوى الحرية والتغيير بالوفد الأمريكي الذي زار الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي ممثلاً في مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية تيبور ناغي والمبعوث الخاص للسودان السفير دونالد بوث وما أسفرت عنه، أكد السفير إبراهيم أيوب أن الوفد الأمريكي أكد دعمه لتشكيل حكومة مدنية تحكم الفترة الانتقالية وتعمل على تصفية كل أركان النظام السابق. كما أكد التعاون الأمني والإغاثي والإنساني مع النظام الديمقراطي الجديد، والعمل على محاربة الفساد، فضلاً عن إيقاف تجارة البشر. وأشار إلى أن الوفد وعد بحزمة مساعدات لدعم الحكومة السودانية الجديدة، أهمها إعادة النظر في وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتقديم المساعدات الاقتصادية من خلال إغلاق ملف المقاطعة الاقتصادية والمالية والمصرفية كاملاً، والانفتاح المباشر مع السودان بخاصة من ناحية تبادل السفراء مما يجعل العلاقات الثنائية بين البلدين قوية ومتينة. ونوّه أيوب إلى أن الوفد الأمريكي ربط مساعدته للحكومة السودانية الجديدة بضرورة الابتعاد عما أسماه بالدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية، والعمل على المساعدة في موضوع الأمن الإقليمي لأن أي استقرار أمني سيؤثر في المنطقة بأكملها والعالم أيضاً. كما أوضح بأن الوفد حثهم على عدم قطع طريق التفاوض مع المجلس العسكري وبقية القوى السياسية خارج قوى الحرية والتغيير، إضافة إلى مواصلة التواصل مع سفراء الدول العربية المهمة كمصر والسعودية والإمارات وقطر، لما لها من علاقات وجذور تاريخية مهمة يصعب الانفكاك أو الابتعاد عنها. وأوضح السفير أيوب أن الوفد الأميركي أطلعهم بالتحرك لدعم السودان ومساعدته من خلال مؤتمر سينظم في 19 الشهر الحالي بالعاصمة الألمانية برلين، يحضره أصدقاء الولاياتالمتحدة في العالم، بينهم دول الجوار في العالم العربي والأفريقي، بخاصة السعودية والإمارات ومصر وقطر، لمناقشة كل القضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة بالسودان، ووضع تصور ومقترحات محددة للمساعدة في حلها. ولمح أيوب إلى أن زيارة الوفد الأمريكي لعبت دوراً كبيراً في كبح جماح مظاهر العنف الأمني، الذي كان يمارس في شوارع الخرطوم وتهدئة الأوضاع على كل المستويات، نظراً إلى موقع واشنطن السياسي والاقتصادي وتأثيرها على مستوى العالم، باعتبارها دولة عظمى تسعى إلى تحقيق الاستقرار في العالم. وتوقع القيادي بقوى الحرية والتغيير أن تشهد العلاقات السودانية- الأمريكية قفزة نوعية في المستقبل القريب، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة المدنية الجديدة، مستبعداً أن ينزلق السودان نحو العنف. شارك