مع كل صباح جديد تترسخ مقولة ان باطن ارض السودان كلها ذهب وبعد ظهور المعدن النفيس في مناطق متعددة وغير متوقعة خلال الشهور الماضية مثل الفولة والقضارف وتمبول والمناطق التي حولها ومناطق شمال كردفان وشمال دارفور وجميعها مناطق لم تدرج في خرط الجيولوجيين القدماء والمعاصرون ولم يكتب عنها شيئا في كتب التاريخ والجغرافيا ن علاقتها بالذهب ووجوده في باطنها. في الماضي كان الناس يتحدثون عن اشياء خيالية وروايات يضيف لها كل من تمر عليه ويحذف منها اذا اتصلت هذه الروايات بالمعادن النفيسة ودائما ما تنتهي القصة بحلم أو اكذوبة اطلقها احدهم وسار بها الركبان ، ولكن الان قبل الرواية ترى كتل الذهب الخام أمامك ويتم تقطيعها كأي حجر لا يسوى شيئا وتفرك عينيك وتعيد البصر فينقلب اليك مؤكداً مارآه وهو بريق .. نعم كل ما يلمع ذهبا اذا كنت في اي من وديان وصحارى السودان الشاسعة. مساء الأمس حضر ثلاثة من شباب السودان الكادحين يحملون كتلا غبشاء طرقوها وقطعوها وصهروها وقبضوا ثمنها ما يقارب الاربعة مليارات جنيه قيمة اكثر من خمسة عشر كيلوجرام ذهب نقي جدا عياره 917 .. وتوالت الاسئلة عن المكان وكعادة العاملون في هذا المجال لم يبخلوا بمعلومة لايمانهم ويقينهم ان الارزاق بيد الله فافصحوا وابانوا .. اقصى الركن الشمالي الغربي للسودان وحدود الولاية الشمالية غربا .. جبل عوينات .. وجدوها على سطح الارض تلك الكتلة من الذهب .. لم ينتظر الكثيرون شروق شمس اليوم وفي ذات الليلة توجهوا نحو الجبل .. والمئات تحركوا اليوم علهم يظفروا بجرامات وصل سعر الواحد منها خمسون دولاراً .