قال السودان انه القى القبض على بريطاني ونرويجي وجنوب افريقي يوم السبت لدخولهم بطريقة غير مشروعة منطقة نفطية حدودية متنازع عليها لمساعدة جنوب السودان. ونفى مسؤولون بجنوب السودان هذه الادعاءات وقالوا ان هؤلاء الرجال يعملون مع الاممالمتحدة وجماعات اغاثة تزيل الالغام وفقدوا في الاراضي النائية المتاخمة للحدود بين البلدين. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد ان الاجانب اعتقلوا بصحبة جندي من قوات جنوب السودان في هجليج - التي شهدت قتالا مؤخرا بين السودان وجنوب السودان - وانهم كانوا يتنقلون في سيارات بها معدات عسكرية. وأضاف انه اصبح من المؤكد دون أدنى شك بأن جنوب السودان استعان بمساعدة اجانب في هجومه على هجليج وان هؤلاء الاجانب كانوا يقومون بعمل عسكري مثل التجسس مشيرا الى انه كانت معهم معدات عسكرية ولديهم خلفية عسكرية. وقال خالد انهم نقلوا جوا الى الخرطوم. ورأى شاهد لرويترز اربعة رجال يصلون على طائرة مدنية في مطار عسكري في الخرطوم. وكان احد الرجال يرتدي قميصا كتب عليه "مساعدة الشعب النرويجي. ماين اكشن جنوب افريقيا". ورفض وزير الاعلام بجنوب السودان برنابا بنجامين الرواية السودانية بوصفها "هراء" وقال لرويترز ان هؤلاء الرجال يعملون مع جماعات اغاثة ومع الاممالمتحدة وكانوا يقومون بازالة الالغام. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير ان مصادر عسكرية ابلغته بأن شاحنة تابعة للامم المتحدة فقدت في المنطقة الحدودية المتنازع عليها "واحتجزتها قوات الجيش السوداني". وأكدت وزارة الخارجية البريطانية في لندن اعتقال بريطاني وقال جان ليدانج المدير الاقليمي بالسودان لمنظمة مساعدة الشعب النرويجي ان واحدا من موظفي المنظمة احتجز. وقال السفير النرويجي في السودان جينس-بيتر كيمبرود لرويترز "نحن نحاول تأكيد جنسيات الثلاثة وهدف ودافع الثلاثة." وقالت شركة (ميتشيم) لازالة الالغام وهي ذراع لشركة دينيل الجنوب افريقية الحكومية للسلاح ان اثنين من موظفيها احدهما من جنوب افريقيا والاخر من جنوب السودان اعتقلا مع موظف بالاممالمتحدة. وقالت اشلي وليامز كبير المسؤولين التنفيذيين بالشركة لرويترز "نعمل بناء على عقد مع الاممالمتحدة لازالة الالغام وموظفونا يتمتعون بحصانة الاممالمتحدة بشكل كامل." وقالت بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان ان واحدا من موظفيها نقل الى الخرطوم مع ثلاثة رجال اخرين لكنها لم تعط اي تفاصيل اضافية. ودفع قتال على مدى اكثر من ثلاثة اسابيع بين السودان وجنوب السودان عبر الحدود المتنازع عليها البلدين الى حافة حرب شاملة بعد تسعة اشهر فقط من انفصال الجنوب واعلانه الاستقلال عن السودان بموجب اتفاقية ابرمت عام 2005. وسيطر جيش جنوب السودان على هجليج في وقت سابق هذا الشهر لكنه اعلن انسحابه منذ اكثر من اسبوع تحت وطأة ضغوط من مجلس الامن الدولي. وقال بنجامين ان طائرات حربية سودانية اسقطت ثماني قنابل على باناكواتش في ولاية الوحدة يوم السبت . ولم يتسن الوصول على الفور الى الجيش السوداني للتعليق على ذلك. واضاف بنجامين ان اثنين من جنود جيش جنوب السودان قتلا يوم الجمعة بعد ان صد جنوب السودان هجوما شنته من وصفها جنوب السودان بانها ميليشيا متمردة مدعومة من السودان قرب ملكال في ولاية اعالي النيل. وكثفت الصين والاتحاد الافريقي جهودهما الدبلوماسية في محاولة لاعادة جوباوالخرطوم لطاولة المفاوضات. ووزعت الولاياتالمتحدة يوم الخميس مسودة قرار في مجلس الامن تحذر كلا الدولتين من فرض عقوبات اذا لم تحاولا الامتثال لخطة سلام للاتحاد الافريقي مؤلفة من سبع نقاط. وتحث الاتفاقية الطرفين على وقف العمليات الحربية في غضون 48 ساعة وسحب القوات من المناطق المتنازع عليها. وأدى الخلاف بالفعل الى وقف معظم انتاج النفط في البلدين مما الحق الضرر باقتصاديهما المتعثرين. رويترز