* "زمن العار" مسلسل سوري جريء تم عرضه في رمضان قبل الفائت يتحدث عن مفهوم "العار".. لا يفوقه في جرأة الطرح إلا ما يجري فعلياً في سوريا وغيرها من دول العربية من عار، عار للإنسانية، وعار لحكام الغفلة الذين يتبخترون فوق جثث من يحكموهم، يقتلون الأطفال بدم بارد وهدوء يصعب تصديقه! ويصمون آذانهم عن نداءات شعوبهم، ولا يهم حتى لو لم يتبق من يحكموه..! * و"زمن العار" يحياه الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذي حكم عليه بالمؤبد لمشاركته في قتل شعبه، وعندما سمعنا بتأزم صحته ظننا أنه تأثر بما لحق به من عار!.. ولكنه للعار تشدق باتهام جهات حكومية بمحاولة قتله..! ولو كنت مكانه لطلبت الموت حتى لا أحيا في "عاري"..! * و"زمن آخر من العار" كان قد عاشه القائد الأممي وملك ملوك أفريقيا العقيد القذافي! فمات بشكل مخزٍ اقشعرت له أبداننا، لم يخطر له حتى في أسوأ أحلامه..! *وها نحن نعيش أزمنة العار ونعاصرها، ننظر لها من داخل غرفنا، نكاد نمد أيدينا ونلمسها، بينما مسؤولنا في ذات الأزمنة ما زالوا يتطاولون على الشعب ويهددونه باطناً وظاهراً ويتحدونه إن اعترض! وهم ليسوا إلا خدماً لهذا الشعب يعملون تحت إمرته ولتنفيذ إرادته وحقه في عيش كريم، برضاه وموافقته حتى لو كانت على مضض! ومن لم يستطع تقديم مصلحة شعب على مصلحة حزب أو أشخاص فهو شخص غير جدير بالثقة، فلا تراهنوا كثيراً على "طيبة الشعب السوداني" ولا تمتحنوا صمته الاختياري لو تعلمون! ولا تستمروا في صبّ الماء على زيت صبره الساخن، ولا تعتقدوا أنه بركان خامد للأبد، فلا حياة بلا كرامة، ولا كرامة يمكن أن تتحقق بالحاجة والذل.. ولا أسوأ ممن يزينون للحكام ويعطونهم صوراً ليست حقيقية للواقع، ولا أخطر ممن يكذبون وينافقون حتى ينالوا الرضا وليستمرا في كراسيهم! ولسان حالهم يلهج ب"كلو شيء تمام سعادتك".. في حين أن كل شيء لا تمام ولا يحزنون! بل إن لا شيء تمام البتة! زيادة تلو زيادة، وأسعار ترتفع في ظرف (24) ساعة بشكل طردي غريب محير! ازدواجية في القرار وفي التصريحات وفي التعامل مع الشعب، فيوماً هو البطل الهمام، ويوماً ترفع العصا في وجه وتلوح بتهديده! وتقال بحقه أسوأ الصفات! وما زالت الحكومة في غيها تلوح ب"عار" رفع الدعم عن المحروقات.. وهي تدري أنها تعجل بما لا تحمد عقباه.. أو لربما هي تعيش حالة من الانتحارية بعد أن عجزت عن تهدئة الغلاء ذاك الوحش الذي بات يهدد كل شيء.. فاسمعوها منا دون أن تقفز إلى أذهانكم فوبيا التصنيفات.. هذا الشعب الصامد النبيل يستحق أكرم العيش وأفضله ومن عجز عن تحقيق هذا فليرحل في هدوء يخجل النسمة..!