خرجت تظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن عدة، أمس، في ما أطلق عليه ناشطون «جمعة لحس الكوع» للمطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير، فيما أفاد شهود عيان بإطلاق الشرطة الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين. وقد بدأت فعاليات جمعة «لحس الكوع» في السودان وسط إجراءات أمنية كبيرة من جانب الشرطة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، عقب صلاة الجمعة. وقال نشطاء سودانيون ان الانطلاقة بدأت من مسجد ود نوباوي في أم درمان. وتحدث شهود عيان عن اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خارج الجامع الكبير في ود نوباوي، أطلقت خلالها الشرطة الأعيرة النارية والغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين. وقال شاهد إن الشرطة حاصرت مسجد الامام عبدالرحمن في أم درمان بعد صلاة الجمعة، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوا قوات الامن بالحجارة. وقال الشاهد إن عدة اشخاص اعتقلوا. وأوضح الشهود أن الشرطة كانت قطعت التيار الكهربائي عن الجامع والمدينة بالكامل قبل بدء الصلاة ومنعت المصلين من دخوله، بعد أن امتلأ عن آخره بالمصلين، والذي وصل عددهم بحسب تقديرات شهود العيان إلى نحو 5000 مصلّ. وذكر شهود عيان أن تظاهرات اخرى خرجت عقب صلاة الجمعة في بيت المال في منطقة أم درمانجنوب العاصمة الخرطوم. وأوضح الشهود أن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين كما استخدمت الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين، خصوصاً كبار السن، بحالات اختناق. وقام المتظاهرون في منطقة الخرطوم بحري بإغلاق شارع مستشفى البراحة في حي شمبات القريب. واوضح شاهد ان اكثر من 100 شخص تظاهروا ايضاً خارج مسجد في ضاحية بحري بشمال الخرطوم. وتجمع مئات المتظاهرين خارج مساجد في الخرطوم، مطالبين برحيل البشير، فيما شهدت مدينة كسلا شرق البلاد تظاهرات ومسيرات حاشدة. وطوقت قوات الأمن محطات الوقود خشية استغلالها لإشعال حرائق. واعتقلت السلطات خمسة من كوادر المؤتمر الشعبي المعارض في مدينة الأبيض بولاية كرفادن (جنوب) أثناء مشاركتهم في تظاهرة. وخرجت تظاهرات في مدينة بارا وكذلك في مدينة ومدني (وسط السودان). وأفاد ناشطون بأن مسيرات كبيرة جابت الشوارع في مدينة القضارف، شرق البلاد، التي شهدت على مدار الأيام الأخيرة احتجاجات واسعة. وأشاروا إلى أن الأمن السوداني احتشد لتطويق مسيرات «لحس الكوع»، وهو تعبير تستخدمه الحكومة في إشارة إلى محاولة شيء مستحيل. ووجهت السلطات اتهاماً إلى المعارضة بممارسة ما وصفته بالتحريض. وانطلقت احتجاجات في المدن السودانية الرئيسة قبل نحو أسبوعين، اعتراضاً على خطط تقشف اقتصادية ورفع أسعار المحروقات. وكان وزير المالية السوداني أعلن قبيل الاحتجاجات، أمام البرلمان السوداني ميزانية جديدة زاد فيها أسعار المحروقات، مشيراً إلى أن الحكومة سترفع الدعم عن السلع بصورة تدريجية. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة السودانية أصدرت أوامر لقواتها بإنهاء الاحتجاجات المناهضة للحكومة على الفور بعد أن انتشرت الاحتجاجات في أنحاء العاصمة ولم تعد قاصرة على الطلبة النشطاء الذين شكلوا قلبها وشاركوا فيها في البداية.