جرحى في جمعة “لحس الكوع” بالسودان (الجزيرة نت) أصيب عشرات المواطنين في السودان واعتقل آخرون، أثناء تفريق الشرطة والأجهزة الأمنية اليوم الجمعة، متظاهرين في مدن أم درمانوالخرطوم بحري والأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان. وطالب المتظاهرون الذين خرجوا عقب الصلاة في جمعة أطلقوا عليها “جمعة لحس الكوع”، بإسقاط النظام والحرية والعدالة، بعدما كانت مظاهراتهم السابقة تطالب بمعالجة المشكلات الاقتصاددية والاجتماعية. واستخدمت الشرطة ومجموعات أخرى بلباس مدني العصي والهري والغاز المدمع في التعامل مع المواطنين. وكانت الاحتجاجات السودانية قد بدأت الأسبوع قبل الماضي بعيد إعلان الحكومة السودانية عن إجراءات تقشفية وصفها اقتصاديون بالكارثية. وقد فرقت الشرطة السودانية المصلين في مسجد السيد عبد الرحمن المهدي بأم درمان، وأطلقت عليهم القنابل المدمعة. وطالب زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي الحكومة بعدم استخدام العنف ضد المواطنين المتظاهرين، “لأن التظاهر مكفول لهم بالقانون والدستور”. وأضاف مخاطبا المعتصمين بالمسجد، إن ما وصفه بالاعتداء على المواطنين سيقودهم إلى ممارسة العنف المضاد. وبشر المهدي المتظاهرين بتأييد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي للسودانيين في كافة خياراتهم الديمقراطية. وقد تعرض المسجد لوابل من قنابل الغاز المدمع، مما أحدث عددا من حالات الإغماء وسط المعتصمين من النساء والرجال. ونقلت مصادر للجزيرة نت أن الأجهزة الأمنية نفذت اعتقالات في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، شملت رئيس الحزب العربي الاشتراكي الناصري الفاتح سليم المحامي ورئيس المؤتمر السوداني المعارض مجدي يوسف ومعتز الطيب مساعد أمين المؤتمر الشعبي بالولاية. وكان بيان صادر عن حزب الأمة القومي قد دعا المواطنين السودانيين إلى تنفيذ عدد من الاعتصامات في أماكن مختلفة إلى حين إسقاط النظام. يشار إلى أن الاحتجاجات التي بدأت في جامعة الخرطوم كاحتجاجات طلابية على خفض الإنفاق الحكومي، امتدت إلى خارج العاصمة. وردد المحتجون الشعار الرئيسي لانتفاضات الربيع العربي “الشعب يريد إسقاط النظام”. ويعاني السودان ارتفاعا متزايدا للأسعار منذ انفصال جنوب السودان قبل عام آخذا معه نحو ثلاثة أرباع ثروة البلاد النفطية. ويحاول نشطاء استخدام مشاعر الإحباط لدى الناس لبناء حركة للإطاحة بحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ العام 1989. آلاف السودانيين في جمعة “لحس الكوع” بالسودان العربية.نت خرج آلاف السودانيين، بحسب شهود عيان ومصادر في عدد من أحياء الخرطوم ومدن أخرى، فيما دعاه السودانيون جمعة “لحس الكوع”. وأكد شهود عيان ل”العربية” أن ثلاثة على الأقل أُصيبوا برصاص مطاطي. وكشف القيادي بحزب الأمة، صديق الصادق، ل”العربية” عن إصابة محتج برصاص حي وآخرين برصاص مطاطي لكن لم يتسن توثيق هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وقال شهود عيان ل”العربية” إن تظاهرات انطلقت في حي الدناقلة والحاج يوسف وشمبات في الخرطوم بحري، وفي أم بدة في أم درمان، إضافةً إلى مدينة الأبيض في شمال كردفان وكسلا شرق السودان. ويقول ناشطون إن احتجاجات أخرى جرت في أحياء بري والثورة ومدينة النيل والديم والجريف غرب وعد حسين ومايو والأزهري في الخرطوم، إضافة إلى السامراب والدروشاب والصافية ومدينة مدني في وسط السودان، وكوستي على النيل الأبيض وبارا في شمال كردفان لكن لم تؤكد مصادر مستقلة حتى الآن هذه الأنباء. وكانت الحكومة السودانية قد قللت مراراً من شأن هذه الاحتجاجات، وأكدت أن التقشف اقتضته الضرورة، معوّلة على تفهم الشعب السوداني، بحسب قادتها. وكان الرئيس السوداني، عمر البشير، أشار في وقت سابق إلى أن الاحتياجات يقوم بها “شذاذ أفاق” على حد وصفه، وسخر من المحتجين مؤكداً أنه يتجول بسيارة مكشوفة في شوارع الخرطوم ويلقى الترحاب من الناس. ويبدو أن يوم الجمعة هذا يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للطرفين، باعتباره اختباراً لإرادة الحكومة كما هو بالنسبة للمتظاهرين. المؤتمر الشعبي : الشعب السوداني تحدى الجبروت (الشرق لاوسط) قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر عبد السلام، ل«الشرق الأوسط»، إن مظاهرات جمعة «لحس الكوع» التي تعني «المستحيل» تمت بمبادرة من الشباب السوداني، وعبرت عن حركة المجتمع. وأضاف «بكل تواضع نقول إن الأحزاب السودانية لم ترتب لهذا اليوم، وإنما رتب له الشباب، وكانت مظاهرة ناجحة للغاية، وأعطت رسالة واضحة وقوية بأن الشعب السوداني تحدى الجبروت وعبر عن إرادته بقوة». وقال «الاحتجاجات التي خرجت قبل أسبوعين تحولت إلى ثورة عارمة، وهذا الشعب معلم لكل الشعوب، ولن تستطيع أي قوة أن تمنعه من التعبير عن إرادته وهو لا ينكسر»، مشيرا إلى أن الملاحظة المهمة هي مشاركة طائفة الختمية التابعة للحزب الاتحادي الديمقراطي رغم أن جزءا منه يشارك في الحكم. وتابع «نظام المؤتمر الوطني كان يعتقد أن القوى التقليدية أصبحت في جيبه، وكان يعول عليها لتصبح درعا ضد إرادة الشعب، لكن هذه القوى الحية أكدت أنها مع خيار شعبها». وقال «الآن ليس نافع وحده هو من لحس كوعه، بل كل أركان النظام لحسوا». وكشف عن أن الغاز المسيل للدموع خطير يشل حركة الشخص، وقال «يبدو أنه صنع في دولة مرتبطة أيديولوجيا مع النظام، وهو ذات الغاز المستخدم في سوريا ومناطق الاستبداد». وفتح كمال عمر الاحتمالات كلها في الفترة القادمة بما فيها تشكيل مجلس انتقالي للتحضير إلى الفترة الانتقالية، وقال «هذا الأمر يدور وسط تحالف المعارضة حتى نرص صفوفنا لنعالج مشاكل ما بعد نظام البشير، وحل المشاكل مع حملة السلاح، وكل هذا موجود في وثيقة الدستور المقترح». وأضاف «نحن نعمل لأن نطمئن للمرحلة القادمة، وهذه الثورة ستمضي إلى أبعاد أخرى.. ونقول ذلك ليس لأننا فرحون بما حدث في جمعة لحس الكوع، لكن لأن القوى السياسية في الوقت ذاته لا تقف متفرجة». وقال شهود إن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، وإن نساء وأطفالا إلى جانب كبار في السن أصيبوا باختناقات. يذكر أن الدعوة للخروج في مظاهرات جمعة «لحس الكوع» أطلقها ناشطون سودانيون تحديا لمساعد البشير الدكتور نافع علي نافع الذي تحدى من يفكر في إسقاط النظام بأنه يمكن أن يلحس الكوع أسهل، لاستحالة ذلك. السودانيون ينفذون جمعة (لحس الكوع) في العاصمة والولايات المختلفة ووقوع إصابات (مصطفى سري – الشرق الأوسط) نفذ السودانيون أمس ما سموه بجمعة «لحس الكوع»، في مظاهرات عمت العاصمة السودانية الخرطوم والمدن حولها إلى جانب الولايات المختلفة، وطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير. ووقعت إصابات بحسب شهود عيان بينها حالات إغماء. واعتبر تحالف المعارضة في قوى الإجماع الوطني أن خروج الشعب في مظاهرات كبيرة أمس يفتح الطريق أمام إحداث التغيير، وأن النظام أصبح يترنح. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إن أكثر من 6 آلاف متظاهر خرجوا من مسجد عبد الرحمن المهدي في منطقة ود نوباوي في أم درمان، والخاص بهيئة شؤون الأنصار الطائفة التابعة لحزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق، ويشارك ابنه عبد الرحمن الصادق في منصب مساعد الرئيس السوداني عمر البشير. وأضافوا أن اشتباكات وقعت بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين أطلق فيها الرصاص المطاطي إلى جانب الغاز المسيل للدموع، وأن إصابات متفاوتة وقعت بين المتظاهرين، منها حالات إغماء بسبب استنشاق الغاز. وقال الشهود إن نوع الغاز المستخدم صنع في إيران. وقالت مصادر أخرى ل«الشرق الأوسط» إن مظاهرات أخرى خرجت من مسجد السيد علي الميرغني، التابع لطائفة الختمية المؤيدة لزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) محمد عثمان الميرغني، ويشارك ابنه جعفر الصادق في الحكومة في منصب مساعد الرئيس عمر البشير. وأضافت المصادر أن الشرطة أغلقت الشارع الرئيسي في شمبات، وأن اشتباكات وقعت أمام المسجد بين الشرطة والمتظاهرين. وقالت إن مظاهرات أخرى اندلعت في مدن الولايات المختلفة في سنار، الجزيرة، كوستي، مدني، الكاملين، وجميعها تقع في وسط السودان، وفي الأبيض والفاشر غرب البلاد، وفي كسلا في الشرق إلى عطبرةالمدينة العمالية المشهورة في الشمال. وأشارت المصادر إلى أن المظاهرات ظلت مستمرة من بعد صلاة الجمعة إلى المساء بتوقيت السودان المحلي. الشرطة تفرق تظاهرة ضمت آلاف الاشخاص في الخرطوم الخرطوم (ا ف ب) استخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف الاشخاص الذين كانوا يتظاهرون في الخرطوم للمطالبة باسقاط الرئيس عمر البشير، وذلك في اليوم الرابع عشر من حركة احتجاج لا سابق لها، كما افاد شهود عيان. واشارت الشرطة الى ان آلاف الاشخاص شاركوا في التظاهرة التي سقط خلالها جريح. واوضح المصدر نفسه ان المتظاهرين الذين تجمعوا بالقرب من مسجد يستخدم كمقر لحزب الامة المعارض حملوا الاعلام السودانية ولافتات كتب عليها “الشعب يريد اسقاط النظام” وهو الشعار الذي استخدمه المتظاهرون في العديد من دول الربيع العربي. وبعد اطلاق الغازات المسيلة للدموع والقاء القبض على عدد غير محدد من المتظاهرين قام المتظاهرون باحراق الاطارات والقاء الحجارة على رجال الشرطة قبل ان يتفرقوا بحسب احد الشهود. وجرت حوادث مماثلة بين الشرطة ومتظاهرين في حي بحري في الخرطوم حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع كما اضاف المصدر نفسه. ودعا نشطاء الى تظاهرات حاشدة الجمعة والسبت في الذكرى الثالثة والعشرين للانقلاب الذي حمل عمر البشير الى السلطة. واشارت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الى اعتقالات عدة منذ انطلاق حركة الاحتجاج من خلال الطلبة في 16 حزيران/يونيو احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع الغذائية. ومن بين الذين اعتقلوا الجمعة الصحافي السوداني طلال سعد الذي التقط صورا لوكالة فرانس برس في الخرطوم حيث قام عناصر من قوات الامن بدهم مكتب وكالة فرانس برس في الخرطوم واعتقلا سعد. وتمت عملية الدهم بعدما وصل سعد الى المكتب حاملا صورا التقطها لتظاهرة مناهضة للنظام في مدينة ام درمان قرب الخرطوم. وطلال سعد صحافي سوداني يعمل اصلا لحساب صحيفة التيار المحلية. وقد تكثفت حركة الاحتجاج التي اطلقها الطلاب في 16 حزيران/يونيو احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع الغذائية بعد الاعلان عن خطة تقشف تشمل زيادة الضرائب والغاء الدعم على المحروقات التي ارتفعت اسعارها فجاة بنسبة تجاوزت 50%. وفي العديد من احياء العاصمة والعديد من مدن البلاد تزايدت التظاهرات الصغيرة. وافاد ناشطون ان عشرة الاف على الاقل تظاهروا خلال الايام العشرة الاولى من الحركة في منطقة الخرطوم. وغالبا ما تضم التظاهرات ما بين مئة الى مئتي شخص يقومون باحراق الاطارات والقاء الحجارة واغلاق حركة السير مع المطالبة بخفض الاسعار وسقوط البشير قبل ان تفرقهم قوات الامن بعنف. من جانبه، يؤكد البشير ان المتظاهرين مدفوعون من جهات خارجية وان الحركة محدودة جدا. الشرطة السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج في الخرطوم (رويترز) أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات يوم الجمعة لتفريق مئات المحتجين المناهضين للتقشف كانوا يرددون هتافات تدعو الي الحرية وتطالب الرئيس عمر حسن البشير بالتنحي عن السلطة. وامتدت في الأسبوعين المنصرمين الاحتجاجات التي بدأت في جامعة الخرطوم كاحتجاجات طلابية على خفض الإنفاق الحكومي إلى خارج العاصمة وردد المحتجون الشعار الرئيسي لانتفاضات الربيع العربي “الشعب يريد إسقاط النظام.” وفرض البشير -الموجود في السلطة منذ 1989 وهو أحد أقدم الزعماء الأفارقة- إجراءات تقشف لا تحظى بقبول شعبي بعد أن خسر معظم إيرادات النفط التي تشتد حاجة البلاد اليها عندما انفصل جنوب السودان قبل عام. وقال شاهد من رويترز ان الشرطة حاصرت مسجد الامام عبد الرحمن في ضاحية ام درمان بعد صلاة الجمعة واطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوا قوات الامن بالحجارة. واضاف أن الشرطة القت القبض على بضعة اشخاص قبل أن تفرق قوات الأمن المظاهرة. وأغلق المحتجون في وقت لاحق شارع في منطقة واد النبوي بالقرب من المسجد لكن الشرطة قامت بتفريقهم. وقال ناشط في حرم المسجد لرويترز في اتصال هاتفي “هناك نحو 250 شخصا منا محاصرون داخل حرم المسجد وما زلنا نتعرض لقنابل الغاز المسيل للدموع.” ولم يتسن الاتصال بالشرطة للحصول على تعقيب لكن مسؤولين والشرطة نفوا مرارا استخدام القوة المفرطة. وقال إن اكثر من 100 شخص تظاهروا ايضا خارج مسجد في ضاحية بحري بشمال الخرطوم. وقال شهود آخرون إن أكثر من 150 محتجا سدوا الطريق في جزء آخر من حي بحري مرددين هتافات تطالب بالحرية. ويعاني السودان غلاء متزايدا للاسعار منذ إنفصل جنوب السودان قبل عام اخذا معه حوالي ثلاثة ارباع ثروة البلاد النفطية ويحاول نشطاء استخدام مشاعر الاحباط لدى الناس لبناء حركة للاطاحة بحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989 . ولم يتضح هل ستنظم مظاهرات كبيرة غدا السبت بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لمجيء البشير إلى السلطة. ومن المعتاد أن تقام في هذه المناسبة مراسم رسمية لكن الحكومة لم تعلن شيئا حتى وقت متأخر يوم الجمعة. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أفراد أمن مسلحين داهموا مساء الجمعة مكتب الوكالة في الخرطوم واعتقلوا مراسلا غير متفرغ. وأضافت أن أفراد الأمن داهموا المكتب بعد وقت قصير من وصول المراسل ومعه صور لمظاهرة مناهضة للحكومة. وقال شهود إن احتجاجا نظم في ولاية شمال كردفان بغرب السودان حيث ردد حوالي 200 محتج هتافات ضد الغلاء ونظم احتجاج آخر في واد مدني عاصمة ولاية الجزيرة القريبة من الخرطوم. واستخدت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين في واد مدني. والمظاهرات الكبيرة نادرة نسبيا في السودان وتتحرك قوات الأمن بسرعة لتفريق الاحتجاجات. وشهد السودان انتفاضات شعبية في عامي 1969 و1985 . وتحركت الحكومة لخفض الإنفاق لتقليص عجز الميزانية بما في ذلك تقليل الدعم المخصص للوقود. وهناك قيود مفروضة على تغطية الاحتجاجات في وسائل الإعلام المحلية وندد البشير بالمحتجين قائلا إنهم حفنة من المحرضين ترفض الغالبية العظمى من السودانيين أهدافهم. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي) مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين بالسودان في جمعة “لحس الكوع” دويتشه فيلا في مشاهد تذكر بدول الربيع العربي تحدى متظاهرون الحكومة السودانية ودخلوا في مواجهات مع قوات الشرطة قرب أحد أكبر المساجد بالخرطوم في جمعة “لحس الكوع”. الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع واعتقلت أكثر من مائة شخص. نقلت وكالة رويترز عن شاهد إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع الجمعة ( 29 يونيو/ حزيران 2012) على عشرات المحتجين عند واحد من أكبر المساجد في العاصمة الخرطوم في الوقت الذي اكتسبت فيه الاحتجاجات ضد إجراءات التقشف زخما جديدا. وأضاف الشاهد أن الشرطة حاصرت مسجد الإمام عبد الرحمن في ضاحية أم درمان بعد صلاة الجمعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة. وقال الشاهد إن عدة أشخاص اعتقلوا. وأوضح الشاهد أن أكثر من 100 شخص تظاهروا أيضا خارج مسجد في ضاحية بحري بشمال الخرطوم. وأطلق نشطاء سودانيون على جمعة اليوم اسم جمعة “لحس الكوع” وهو تعبير تستخدمه الحكومة في إشارة إلى محاولة شيء مستحيل. وخسرت السودان المفلسة مليارات الدولارات في عائدات النفط مع استقلال جنوب السودان في تموز/ يوليو الفائت ما خلف شمالا يكافح لتوليد العائدات ويعاني من التضخم والنقص الحاد في الدولارات لتسديد ثمن الواردات. وفيما يشكل الناشطون الشباب قسما كبيرا من المتظاهرين، بدأت تنضم إليهم شريحة أوسع من المجتمع. فالخميس تظاهر أكثر من 100 محام سوداني بردائهم الأسود للتأكيد على أن “التظاهر حق دستوري” على ما نقل مراسل فرانس برس، فيما امتنعت الشرطة عن اعتراضهم في بادرة نادرة من ضبط النفس. وأضاف ناشط أن ضابطا في الجيش أكد له أنه لن يطلق النار على شعبه. وقال “لا اعتقد أن مشاهد على غرار ما يحدث في سوريا ستحدث” في السودان. وأوضح “لديهم أسلحة لكنهم يخشون استخدامها لأنه عندئذ سيسقط ضحايا، وسقوط ضحية واحدة سيكون قادرا على قلب الأوضاع”. وأضاف الناشط أنه على عكس جهاز امن الدولة الذي يتقاضى أفراده رواتب عالية واستخدم ضد المتظاهرين، ما زال عناصر الشرطة يكسبون اقل من 300 جنيه (68 دولارا) شهريا ويعانون مثل سائر الشعب. وفيما ينتظر أن يتضح أن كانت الأمور ستأخذ منحى مختلفا أم لا في نهاية الأسبوع هذا، تشكك المصادر في أن يكون السودان البلد الأخير الذي يشهد احد فصول الربيع العربي المتمثل في انتفاضات ضد الحكام المتسلطين تشهدها المنطقة العربية منذ العام الفائت.