الخرطوم- سي ان ان ووكالات- بدأت السودان تشهد تحركات شعبية متزايدة، مناوئة للنظام الحاكم منذ 23 عاماً، بقيادة الفريق عمر البشير، حيث تحولت الاحتجاجات ضد الغلاء، إلى «ثورة ضد الفساد»، يصر نظام الخرطوم، على استخدام القوة، لوأدها في مهدها. وكغيره من النظم الحاكمة في الدول العربية، بادر النظام إلى اتهام «أطراف خارجية» بإشعال الأوضاع، وضرب الاستقرار في السودان، ليبرر استخدام القمع ضد المحتجين المدنيين، على اعتبار أنهم «يقومون بتنفيذ مخطط خارجي». وتصاعدت الدعوات برحيل البشير عن الحكم، ورد الاخير بوصف المشاركين في الاحتجاجات بأنهم «قلة»، و«شذاذ الآفاق»، كما هدد بإنزال «مجاهدين حقيقيين» للتصدي لهم، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن انتشار ملحوظ لقوات الأمن بشوارع الخرطوم، إلى جانب عناصر «الرباطة»، وهو تعبير سوداني يقابل «الشبيحة» و«البلطجية» في دول عربية أخرى. وجاءت احتجاجات الجمعة تحت عنوان «جمعة لحس الكوع»، التي تصدت لها قوات الأمن أيضاً بالقوة، وسط أنباء صادرة عن الأممالمتحدة بأن السلطات السودانية احتجزت قادة المعارضة، وأجبرتهم على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في أي احتجاجات. وأثناء محاولة مئات المحتجين الخروج من مساجد يرتادها أنصار أحزاب المعارضة تصدت لهم قوات الأمن، ومنعتهم من الخروج من المسجدين لعدة ساعات وأطلقت قنابل الغاز على الحشود التي كانت تسعى للخروج، مما دفع الموجودين إلى الرد بإلقاء الحجارة على قوات الأمن. وقالت الشرطة انه تم القبض على بعض من وصفتهم ب«مثيري الشغب» وسيتم تقديمهم للمحاكمة. إلى ذلك، قلل حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم من أهمية الاحتجاجات، وقال امين المنظمات في الحزب عمار باشري «ان الذين يخرجون مجموعات متفرقة يحاولون تضليل المواطنين» مؤكدا ان «الاوضاع في البلاد مستقرة وان ما يحدث من مناوشات من بعض الأحزاب المعارضة خارج نطاق القانون». في المقابل، أعربت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون عن أسفها إزاء استخدام العنف المفرط من جانب قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين. ودعت إلى ضرورة الإفراج الفوري عن المتظاهريين السلميين الذين تم احتجازهم، فيما ناشدت قوات الأمن السودانية لضبط النفس وتجنب استخدام القوة فى الرد على التظاهرات السلمية. وحثت آشتون حكومة السودان على احترام حقوق مواطنيها فى حرية التعبير والتجمع. من جانبها، اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن آمال الشعب السوداني في نيل «ربيع السودان» أمر بعيد المنال.