ينظر إلي ماهر الأسد، على أنه أقوى رجل في سورية فهو أكثر تشددا وشراسة من أخيه الأكبر بشار، وأصبح يحظى بشعبية جارفة وسط صفوف المؤيدين للنظام منذ اندلاع شرارة الثورة في سوريا قبل 15 شهراً. ويقال أيضا إن شعبيته تفوق شعبية الرئيس بين صفوف الطائفة العلوية، الأقلية التي تمثل العمود الفقري للنظام، والمؤيدين المحليين. فماهر الأسد ليس شخصية معروفة كثيراً في سوريا، وهذا الغموض يغذي إعجاب الناس به. كما إن عدم رضاهم عن بشار، جعلهم ينظرون إلى ماهر على أنه الشخص الذي سيحقق تطلعاتهم وتوقعاتهم. وقد رُفعت صورة ماهر الأسد في المنطقة المؤيدة للنظام من مدينة حمص المنقسمة في يناير/ كانون الثاني. ونشر مقطع فيديو مصوّر عبر موقع يوتيوب، يظهر عدداً من الجنود يرغمون معارضاً على القول إنه يعبد ماهر وبشار الأسد. وأصدرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات تقريراً في نيسان/إبريل الماضي، رأت فيه أن "ظاهرة العبادة" تتطور لدى الأنصار المتشددين في النظام. واعتبرمؤيدي النظام القسوة التي اشتهر بها ماهر هي جزء من جاذبيته ولا ينظر لماهر حتى الآن على أنه يشكل خطرا على شقيقه الأكبر، لأنه يجتذب جمهورا مختلفا داخل قاعدة دعم النظام. ولا يزال الرئيس الدمث الخلق الذي يرتدي ثيابا مدنية هو الوجه العام للنظام الذي يطمئن الطبقة الوسطى عبر وسائل الإعلام الرسمية. ويقول محللون إن تبجيل ماهر الأسد من المرجح أن يشتد مع انتقال الصراع إلى مرحلة أكثر عنفا. فحملات الجيش على المعارضة لا تزال مستمرة، لكن هناك مجموعات من الميليشيا الغامضة تلعب دورا متزايدا بشدة في صراع سورية المتفاقم. فقد قتل نحو 100 مدني في بلدة الحولة مؤخرا، وصدرت تقارير جديدة بالأمس عن هجمات على مدنيين بالقرب من وسط مدينة القصير. وكما يقول محللون، في مثل هذه الأوقات تزدهر عملية تبجيل المحارب. وكان انتشرعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو لبعض الجنود، مرفقة بنص جريء يقول: "سوريا قوية بوجود ماهر الأسد، حامي وطننا، شبل الأسد". وطالب موالون بترقيته في شريط مصور بث على الانترنت في يناير. ويشير شعار "سوريا قوية بوجود ماهر الأسد، حامي وطننا، شبل الأسد"، المنتشر على اليوتيوب، إلى دعم الجنود ومحبتهم لشقيق الرئيس بشار الأسد، قائد الفرقة المدرعة الرابعة. ويرجح المحللون أن تزداد هذه "العبادة" لماهر الأسد، في الوقت الذي يبدو فيه أن النزاع ينتقل إلى مرحلة أكثر عنفاً. ومما يذكر أن ماهر الأسد 44 عامًا هو "قائد عمليات القمع الوحشي" ضد المعارضين والمدنيين في سوريا وهوايضا أصغر أفراد عائلة الأسد" الذي رشحه والده الرئيس السابق حافظ الأسد، لتولي مسئولية البلاد و(توريثه الحكم من بعده) بعد مقتل شقيقه الأكبر باسل في حادث ولكن حافظ الأسد وقع اختياره بعد ذلك على بشار، طبيب العيون المقيم في لندن آنذاك، على الرغم من عدم خبرته العسكرية والسياسية.