فى كل يوم نفاجأ بشئ جديد فى ظل العلاقة الازلية التى تجمع بين شعبي وادى النيل السودانى والمصرى او ( مصر والسودان) وذلك من خلال علاقة ممتدة وراسخة ومتجذرة منذ الاف السنين. ولكن اخر ما كنا نتوقعه ان تكون هناك انواع غريبة من التجاره النوعية و الغريبة جدا حيث تفاجأت (الدار) من خلال رصدها الدقيق لحركة عدد من التجار السودانيين (الشباب) اعمارهم تتراوح ما بين 20-30 عاما حيث يقومون هؤلاء الشباب بعد ان سدت ابواب تجارة العملة فى وجوههم من خلال السياسات النقدية الصارمة التى اتبعتها الدولة مؤخرا حيث كانوا يربحون من خلال فرق السعر بعد دخولهم القاهره وكان الجنيه السودانى وقتها يساوى اكثر من 2 جنيه مصرى وقبلها كانت تجارتهم الرائجة فى مجال الادوات الكهربائية من رسيفرات وثلاجات وتليفزيونات وريموتات وغيرها من الاعمال التجاريه خلافا لجميع انواع الخردوات السودانية كالكردي والعرديب والتبلدي والبلح والتمباك وغيرها حيث تحول نشاط هؤلاء التجار حاليا الى اغرب انواع التجارة الا وهى (تجارة الامخاخ) جمع مخ التى تستخرج من الحيوانات المختلفه كالابقار والانعام والضان . وذكر عدد من هؤلاء التجار الشباب الذين التقتهم (الدار) بالقاهرة ان (تجارة الامخاخ) هذه اصبحت مهنة رائجة و مربحة فى السنوات الاخيرة حيث يقومون بشراء كميات كبيرة تترواح ما بين 40 -80 كيلو فى السفرية الواحدة ما بين الخرطوموالقاهره وتجمد تلك الكميات الكبيره من(الامخاخ السودانية) الباردة والتى تدخل عبر مطار القاهرة بطرود عادية مع اى مسافر كأنها مثل اللحوم السودانية العادية التى تصاحب المسافرين الذين يأتون الى مصر وبعدها يتم بيعها عبر محلات الكبدة والمخ الشهيرة بمصر. وعلمت ( الدار ) ان سعر كيلو المخ السودانى يتراوح ما بين 60-90 جنيها مصريا فى حين انه يشترى من السلخانات السودانية بأم درمان والخرطوم بحرى والفتيحاب والصحافة باسعار زهيدة جدا حيث لا يتعدى سعر كيلو (المخ ابو الكيس) و هذا اجود انواع الامخاخ السودانية ال 15 الى 20 جنيها سودانيا فقط . و قال بعض التجار للدار ان هناك وكلاء مصريين بالقاهره خاصة بحى السبتية و منطقة وسط البلد و البراجيل يقومون بأستئجار شقق خالية بها اكثر من 15 الى 20 ثلاجة ديب فريزر لزوم تخزين هذه الامخاخ ثم بيعها الى اصحاب المطاعم المصرية علما بأن الشعب المصرى عاشق و محب للاكل الجيد و بخاصة أكل الكبدة الاسكندرانى و المخ بجميع انواعه خاصة (المخ السودانى المحمر) . و اطرف تعليق سمعته (الدار) بالقاهرة ان اخواننا المصريين يقومون حاليا بلحس (امخاخ السودانيين ) لجودتها و طعامتها مثلها مثل اللحمة السودانية.. و ربنا يستر.