أعلن قدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية يوم أمس الثلاثاء من موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة "مسألة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد، في إطار مفاوضاتها مع المعارضة". وتزامنت تصريحات جميل مع إعلان رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا من باريس "أن العمل جار سريعا لتشكيل حكومة انتقالية للمعارضة". فقد قال نائب رئيس الحكومة السورية قدري في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه". لكنه تدارك قائلا "وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا إقفال طاولة الحوار قبل بدئها". وفي أول رد فعل لها، سارعت الخارجية الأمريكية إلى إبداء شكوك كبيرة في احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند "اطلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحافي الذي عقده نائب رئيس الوزراء السوري، بصراحة، لم نر فيه أي جديد استثنائي". وأضافت "الحكومة السورية تعلم ما عليها القيام به والحكومة الروسية انضمت إلينا في جنيف في نهاية يونيو الماضي لوضع خطة انتقال سياسي بالغة الوضوح". من جانبه، اعتبر لافروف أن على الدول الأجنبية أن تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الأطراف المتنازعين في سوريا، وقال "بعد أن لوحت واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا في حال نقل أو استخدام أسلحة كيميائية أصبحت المصالحة الوطنية السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في أسرع وقت، وإيجاد الشروط ليجلس السوريون إلى طاولة المفاوضات لتقرير مصير البلاد من دون أي تدخل أجنبي". وشدد في تصريحاته قائلا "الأمر الوحيد الذي على الأطراف الغربيين القيام به هو تهيئة الظروف للبدء بحوار". يشار إلى أن جميل زار موسكو لمناقشة مشروع ستقدمه روسيا بموافقة سوريا يقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولي يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم بشار الأسد، بحسب ما أعلنته الحكومة السوية. من جهة ثانية، وفي باريس، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أمس الثلاثاء أن هناك "عملا جديا للإعلان سريعا عن حكومة انتقالية في سوريا". وقال "نجري مشاورات معمقة مع مختلف المكونات السورية بشأن تشكيل حكومة انتقالية"، مضيفا "نحن نعمل جادين للإعلان سريعا عن هذه الحكومة بعد الانتهاء من المشاورات".