وعلى الأرجح لا يعلم الممثل جو لو بذلك، غير أن "قناص حلب" المعروف بلقب "قناص موسكو" استلهم اسم جود لو، ويقول إنه قتل 76 عنصراً من أفراد القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها قبل أن يتوقف عن العد. وعندما سأل مراسل صحفي صديقا له عن سبب تسميته ب"قناص موسكو"، ضحك وقال إن الاسم جاء تيمناً ببطل الفيلم. وعندما سألهم عن أي فيلم يتحدثون وما إذا كانوا يقصدون فيلم "عدو على الأبواب"، صاح المسلحون معاً.. "نعم إنه جود لو جود لو"، بحسب ما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تحقيق عنه. في فيلم "عدو على الأبواب" الذي أنتج عام 2001، يؤدي جود لو دور أفضل قناص في الاتحاد السوفياتي خلال معركة ستالينغراد، فولغاغراد حالياً، الذي يشق طريقه بين الحفر والمباني المهدمة داخل المدينة المحاصرة، ليمارس أعمال القنص في محاولة لاصطياد أحد أفضل القناصة الألمان الذي يقوم بدوره الممثل الأمريكي إد هاريس. وفي حلب، فإن دور قناص موسكو السوري لا يختلف كثيراً عن دور قناص ستالينغراد السوفياتي، فهو يزحف بين الأنقاض وفي الفتحات بين الشقق للعثور على نقاط ومراكز مناسبة لقنص الجنود الحكوميين، غير أن "قناص موسكو" الحلبي يدرك أنه ليس جزءاً من مشهد سينمائي. وما يميز "قناص موسكو" أنه كان جندياً محترفاً في القوات الحكومية السورية قبل انشقاقه، وانضمامه للمعارضة المسلحة، بعكس كثير من زملائه الذين لم يكونوا جنوداً محترفين. وبعد التوصل إليه، رفض قناص موسكو التقاط صور له، كما رفض التصريح باسمه الحقيقي، لكنه أوضح أن أصوله تعود إلى منطقة الباب في حلب، رغم أنه كان عنصراً في القوات الحكومية في منطقة درعا قبل أن ينشق وينضم إلى "الجيش الحر" وشارك قناص موسكو في العديد من المعارك في حلب، مشيراً إلى أنه كان دائماً مع "الفريق المنتصر"، ويقصد "الثوار المعارضين" للنظام. وقال إنه توقف عن عد قتلاه بعدما وصل إلى الرقم 76، بعد أن تبين له أن الموضوع لم يعد مهماً، خصوصاً في مواجهة دبابات الجيش النظامي، ما عدا ثلاث حالات تمكن فيها من إصابة سائقي الدبابات من خلال فتحة الرؤية في تلك الدبابات. وقال "قناص موسكو" إن القوات الحكومية أرسلت اثنين من قناصتها لقتله، مشيراً إلى أنهما كانا يدفعان الأموال لقاء الحصول على معلومات عنه وأنهما كانا يرتديان ملابس مدنية، وبعد متابعتهما وملاحقتهما، تمكن الجيش الحر من اعتقالهما، وضبط معهما مسدسان مع كاتمي صوت، وهما في سجون الثوار حالياً.