دارت اشتباكات عنيفة أمس في عدد من احياء حلب بين الثوار وقوات الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعا قائد الجيش السوري الحر في حلب الغرب إلى فرض منطقة حظر طيران في أجوائها بعد أن أصبحت منطقة آمنة. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن فرانس برس ان "محاولات الجيش النظامي للسيطرة على مدينة حلب مستمرة"، مشيرا الى ان "المعارك تتركز في حيي صلاح الدين وسيف الدولة ومدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي". ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث "يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد" الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وافاد الناشط الميداني ابو علاء الحلبي ان الاشتباكات بين الجيش النظامي والثوار "وصلت اليوم الى احياء باب النصر وباب الحديد والمدينة القديمة". واوضح ان هذه الأحياء هي عبارة عن "حارات أثرية وأزقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد"، مشيرا الى انها تشكل ايضا "قلب مدينة حلب التاريخي". وقال الناشط الإعلامي ابو هشام الحلبي انه "نحو الرابعة فجرا حاول رتل من دبابات الجيش النظامي بالقرب من ملعب الحمدانية اقتحام حي صلاح الدين لكن الجيش السوري الحر فاجأهم وهاجمهم على الاتوستراد الفاصل بين الحمدانية وصلاح الدين ودمر دبابة واستطاع ايقاف الهجوم". ولفت الى أن "حي هنانو يشهد حالات نزوح كثيفة خصوصا بعد الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام عن حشودات نظامية لاقتحام الاحياء وارتكاب مجازر في حلب". من ناحيتها، اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة"، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة. ولفت المصدر الى ان "حريقا نشب في احد اقبية الابنية السكنية نجم عنه انفجار مصنع للعبوات الناسفة في الحي كانت تستخدمه المجموعات الارهابية ما ادى الى مقتل الارهابيين الذين كانوا في المبنى". والقت الجهات المختصة في حي الاذاعة، بحسب سانا، القبض على مجموعة ارهابية مسلحة مؤلفة من اربعة اشخاص. وفي ريف دمشق، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط مقاتل معارض في الهامة ومدني في عربين. وفي مدينة حمص وسط البلاد، يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل قوات الأسد، في حين اقتحم ثوار "مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص بعد اشتباكات مع القوات النظامية ادت الى مقتل اثنين من الثوار الذين حطموا مجسما للرئيس السابق حافظ الاسد وصورة للرئيس الحالي بشار الاسد. ولفت المرصد الى ان اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية وثوار، اسفرت عن سقوط مقاتل معارض. وجنوبا، تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بينما اشتبك ثوار مع دورية امنية في قرية السيد حمود في الحسكة ما اسفر عن مقتل وجرح عناصر الدورية. وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت أمس اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب. من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماة (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب "وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل". وحصدت اعمال العنف في سورية أول من امس 168 قتيلا هم 94 مدنيا و33 من الثوار بالاضافة الى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية. ودعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي الغرب الى إنشاء "منطقة حظر جوي" في سورية، مشددا على ان مدينة حلب ستكون "مقبرة لدبابات"الجيش النظامي. وقال العكيدي شمال سوريو "نقول للغرب اصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام". وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان "أي حارة او اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات". ورأى ان الجيش النظامي "لا يستطيع (الوصول الى حلب) الا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت لكن كدخول الى المدينة (حلب) فإنه لا يستطيع". وقال "نحن متحصنون في كل احياء المدينة ولدينا اسلحة والحمدلله مضادة للدروع والطيران المروحي". واشار الى ان خسائر الجيش النظامي في معارك اقتحام حلب بلغت حتى الآن "8 دبابات وعددا من العربات والمصفحات واكثر من 100 قتيل"، متوقعا ان "يرتكب (النظام) مجازر كبيرة جدا". واعرب عن خشيته من "استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل هذا النظام المجرم"، مضيفا "لدينا بعض المعطيات عن سحب بعض الاسلحة الكيميائية من المستودعات". ولفت الى ان استراتيجية قواته في حلب تقوم على "ايماننا بالنصر وبعدالة قضيتنا ومعنوياتنا العالية واعتمادنا على ان جيش النظام هو جيش منهزم ومنهار ليس لديه قضية ليدافع عنها"، واعتبر ان النظام "لا يجرؤ على إخراج الجنود من الثكنات العسكرية لأنه بمجرد خروج هذه العناصر فهم يلجأون الى الانشقاق والهروب عن هذا النظام". وكان العكيدي افاد فرانس برس السبت في اتصال هاتفي ان الجيش الحر استطاع وقف الهجوم الذي بداه صباحا الجيش النظامي للسيطرة على الاحياء التي تتحصن قيها القوات المناهضة للنظام، خاصة في حي صلاح الدين.