أعلنت حركة تحرير السودان جناح "عبد الواحد نور" إحدى الحركات المتمردة في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان اليوم – السبت- أنها سيطرت أمس على معسكر للجيش السوداني في ولاية شمال دارفور. وقال المتحدث باسم المتمردين "إبراهيم الحلو" - في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء غربية- إن "الهجوم وقع صباح أمس على معسكر الحكومة في منطقة نبقايه على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق كبكابيه". وأضاف "سيطرنا على المعسكر كاملاً واستولينا على كل المعدات بداخله وجرح خمسة من قواتنا"، وتابع أن "الحكومة استعادت المعسكر لكننا رددناهم والآن نقوم بعملية إحصاء لجثث قتلاهم". وتعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني للتعليق على الأمر. وتقع كبكابيه على بعد 150 كلم غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) أكدت في 12 نوفمبر أن "انتشار العنف أصبح مثير للقلق للغاية" في الإقليم، وقالت إن "العنف المتزايد أصبح مصدر قلق بالغ بالنسبة للبعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في دارفور (يوناميد)". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" - في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي في 16 أكتوبر الماضي - أنه "منذ يوليو ازداد الخطر على المدنيين من جراء العنف الناتج من القتال بين المجتمعات والاشتباكات بين الحكومة والحركات المتمردة". وقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص بحسب الأممالمتحدة - 10 آلاف بحسب الحكومة - منذ اندلاع الحرب في دارفور في 2003 بين قبائل غير عربية ونظام الخرطوم. ووقعت الحكومة السودانية بوساطة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وقطر وثيقة سلام مع حركة التحرير والعدالة في يوليو 2011 في العاصمة القطرية. لكن هذه الوثيقة قوبلت برفض حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور وحركة العدل والمساواة اكثر الحركات تسلحا في دارفور، اضافة الى حركة تحرير السودان جناح مني مناوي التي وقعت مع الحكومة السودانية اتفاق ابوجا للسلام في مايو 2006 قبل ان تعاود اعلان تمردها على هذه الحكومة. وقال الحلو "الان لدينا معلومات ان قوات كبيرة للحكومة في طريقها لجبل مرة قادمة من الفاشر وكتم". وكان الجيش السوداني قد اكد يوم “الاربعاء"الماضى شن انه غارة جوية قرب سماحة وهي منطقة حدودية مع جنوب السودان حيث اقام متمردون من دارفور معسكرا لهم . وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان "هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كلم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كلم شمال سماحة" متهما المتمردين بالاستفادة من "دعم كبير" من جانب جنوب السودان . واعلنت جوبا من جهتها ان جارها الشمالي قصف سوقا على اراضيه من دون توضيح اسم المنطقة بالتحديد. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان كيلا كويث ان طائرة انطونوف "قصفت منطقة اقام فيها اناس سوقا"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل، واضاف ان "هذا المكان يعود لنا (...)، قصفوا اناسا بعد اتفاق التعاون"، في اشارة الى اتفاقات امنية وقعتها الخرطوموجوبا في سبتمبر. وكان المتحدث باسم حركة العدل والمساواة (مجموعة متمردة في دارفور) جبريل ادم اعلن لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من لندن "امس وامس الاول كان هناك قصف مكثف بطائرات الانطونوف حول سماحة"، واضاف ان "القصف تم في مناطق المدنيين ولم يستهدف موقع قواتنا". وسماحة واحدة من المناطق الخمس المختلف على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان، وتعتبرها الخرطوم جزءا من ولاية دارفور (غرب السودان).