قبل أسابيع قررت لجنة الثقافة والإعلام زيارة التلفزيون الحكومي.. قبل موعد الزيارة التفقدية تم إخطار إدارة التلفزيون.. الوفد البرلماني لم يجد في استقباله غير عدد من الموظفين من شاغلي الدرجات الوظيفية الدنيا.. اعتذر مدير التلفزيون عن مقابلة السلطة التشريعية في عقر داره.. ومن قبل كان سليمان يستوظف ضابط شرطة ليكون له بمثابة «الياور» في جمهورية التلفزيون. أمس شهدت دار التلفزيون حدثاً أصبح في حكم المعتاد.. العاملون في التلفاز وبعد أن أدوا صلاة الظهر خرجوا في مسيرة هادرة تطالب بإقالة مدير التلفزيون.. هتافات التغيير كانت تشق عنان السماء.. اللافتات تشمخ بين الأيدي التي يئست من الإصلاح.. مستحقات العاملين المالية باتت تتأخر بالشهور.. لا أحد يستطيع محاسبة مدير التلفزيون المسنود من مراكز قوة داخل الحكومة. منذ زمن طويل والحكومة تصر على إجبار المشاهدين على تحمل إخفاقات وجوه إعلامية.. ثلاثي الإنقاذ جادين وحاتم سليمان والجنرال حسن فضل المولى يتبادلون المناصب في الحيشان الثلاثة وصالتهم الإضافية وكالة سونا .. حينما احتج وزير الإعلام الأسبق عبدالله مسار على يد عوض جادين المبسوطة في وكالة الأنباء والتي وصلت مرحلة تكوين شركات خاصة تعمل في الزراعة وتشجيع السفر.. كان جزاء مسار التضييق والاستفزاز حتى قدم استقالته المشهودة. فشل الإعلام الحكومي كان مصدر تندر.. صحيفة الرائد الناطقة باسم الحزب صرفت عليها مليارات الجنيهات ثم انتهت إلى لا شيء.. التلفزيون الحكومي أصبح طارداً للمشاهدين.. حتى الرسالة الحكومية لا تصل بشكلها المطلوب.. شاهدت بأم عيني وزير الإعلام السابق الدكتور كمال عبيد يتابع تطورات الأحداث من قناة الجزيرة.. الأحداث المعنية وقتها كانت حول مبنى البرلمان السوداني حينما دعت الحركة الشعبية لمسيرة شعبية مناهضة للحكومة التي كانت تشكل ثلث أعضائها. مدير التلفزيون الآن يمضي في توقيع صفقة غامضة مع شركة صينية تجعل مشاهدة التلفزيون بالفلوس.. مدير مؤسسة البث الفضائي المنوط به عقد مثل هذه الاتفاقيات أكد في حوار صحفي مع هذه الصحيفة أن الاتفاقية الصينية لم تمر على منضدته.. بالطبع البرلمان الذي يصادق على كثير من الاتفاقيات الدولية لم يسمع بهذه التطورات. عفاف تاور رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان حينما أدركت أنها لن تستطيع محاسبة مدير التلفزيون أكدت انها ستستدعي وزير الإعلام.. الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام يدرك جيداً لعبة موازين القوة ولن يقع في الفخ الذي أطاح بسلفه عبدالله مسار.. لهذا لن تثمر ثورة البرلمان في تغيير الأوضاع على جبهة التلفزيون. في تقديري أن على الحكومة أن تبدأ انسحاباً تدريجياً من ساحة الإعلام .. في دولة قطر الفاعلة سياسياً لا يوجد حتى منصب وزير إعلام.. الخطوات تبدأ بجعل تمويل التلفزيون يتم المصادقة عليه من البرلمان بعد تقديم ميزانية منفصلة عن الجهاز التنفيذي للدولة.. هذا يحدث مع مؤسسة البي بي سي العريقة التي استقال مديرها العام في نوفمبر الماضي بسبب خطأ مهني ولم ينتظر جمعة غضب كما يفعل سليمان السوداني. على لجنة الأستاذة عفاف تاور البحث عن أصل المسألة بدل الخوض في معركة ستخسرها حتماً مع محمد حاتم.. دافع الضرائب السوداني يدفع ثمن إخفاقات مدير التلفزيون. عبد الباقى الظافر