حشدت وسائل اعلام النظام الايام الفائتة ترسانتها، وسخرتها لزيارة الرئيس المصري للسودان.. ولم تكتف القيادة العليا بحكومة البشير بذلك فقط.. بل وقدمت للرئيس المنبوذ من شعبه.. جزء اخر من ارضنا هدية (جبرا لخاطر) محمد مرسي المجروح الكرامة من قبل شعبه الذي تظاهر وخرج للشوارع قبل ان يكمل الاخواني عام على انتخابه.. فقد وعى المصريون الدرس مبكرا ولم يمكنوا الاخوان منهم ليلطموا خدودهم فيما بعد ويعضوا على اصابعهم ندما على عبسهم بكرامتهم التي ربما تكون حينها قد قدمت هديه لتل ابيب او واشنطون مقابل تطبيع بسيط لاجل امد اخر من الجلوس في الكرسي الرئاسي. ما اثار حيرتي في الزيارة ان الرئيس البشير كان فرحا ومستمتعا بقدوم مرسي على غير العادة، ربما يرى فيه نفسه فقد انطبق عليه المثل القائل(اتلم المتعوس على خايب الرجا)، ولكن المضحك اكثر ان المصري ظن انه بزيارته لبقايا الاخوان في السودان يكسب تأييد ومزيدا من التماسك في مواجهة شعبه الذي ترك حياته وتمركز في الميادين حفاظا على مكتسبات الثورة من سرقة الاخوان. لم يتحدث البشير في خطابه بحضور مرسي عن حلايب التي يسيطر عليها الجيش المصري، ولكن الاخير فوت عليه فرصة الصمت وفاجأه بمقولة(لا توجد مشكلة حدودية بين مصر والسودان) بينما اكتفى البشير بالابتسام فحلاليب التي قدمت مهرا لمحاولة نائبه الخرقاء اغتيال الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك يجب نسيانها من قبل الشعب السوداني والسكوت عليها فهي كانت كبش فداء ابن الحركة الاسلامية من محكمة الجنايات الدولية سابقا. بينما حاول حفيد الامام المهدي المسئول بحكومة البشير تلطيف الجو لكسب مزيدا من رضى سدنة النظام وابقاءه اطول فترة في السلطة و قال(حقو نسمي حلايب حبايب) وهو يظنها عشيقة سابقة امضى معها وقتا ممتعا. صمت حكومة البشير على قضية سيادية كقضية حلاليب يؤكد ان النظام بإمكانه تقديم المزيد من التنازلات مقابل بقاءه في السلطة على حساب كرامه الشعب السوداني، والدليل الماثل توطين 10 الالاف فلاح مصري في مشاريع زراعية في الولاية الشماليه، واقامة مستوطنات لعائلات فلسطينية وسورية في مساحات شاسعة في الخرطوم، بينما يعيش اهالي دارفور الفارين من طائرات الانتنوف في معسكرات لجوء في الاراضي التشادية، سنصحو ذات يوم لنجد ان حدودنا قد تماهت في دول الجوار وحينها سنحتاج للجنة تحكيم دولية مرة اخرى تحسم امر الحدود السودانية. رشان أوشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته