يعتزم الزعيم الليبي معمر القذافي زيارة إيطاليا خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث أعلنت الحكومة الإيطالية السبت، أنها تنتظر وصوله الأحد، مشيرةً إلى أن موعد الزيارة خضع لعدة تعديلات، حيث كان من المقرر وصوله إلى روما السبت. تأتي هذه الزيارة بعد أكثر من عام على الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم الليبي للدولة الأوروبية التي استعمرت بلاده في النصف الأول من القرن الماضي، وكانت زيارته لإيطاليا في يونيو/ حزيران 2009، هي الأولى منذ توليه السلطة في الجماهيرية الليبية عام 1969، أي قبل نحو 41 عاماً. ووفق برنامج الزيارة، فإن القذافي سيصل إلى مطار "تشيامبينو" الأحد، في زيارة تستغرق عدة أيام، يشهد خلالها احتفالاً بالذكرى السنوية للاتفاق الذي وقعته كل من روما وطرابلس قبل عامين، لإقامة علاقات طبيعية بينهما، على أن يغادر في وقت لاحق الثلاثاء. وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه بالعاصمة الليبية في أغسطس/ آب 2008، قدمت إيطاليا اعتذاراً رسمياً لليبيا، بالإضافة إلى حوالي خمسة مليارات دولار، كتعويض عن التجاوزات التي ارتكبها الإيطاليون خلال حكمهم الاستعماري لليبيا بين عامي 1911 و1943. وخلال زيارته الأولى لروما العام الماضي، حرص الزعيم الليبي على ارتداء حلة عسكرية، بصفته يحمل رتبة عقيد في الجيش، وعلّق على صدره صورة لعمر المختار، وهو أحد الثوار الليبيين الذين أعدمتهم السلطات الاستعمارية الإيطالية عام 1931. إلا أن زيارته هذا العام، والتي تواكب الذكرى السنوية الثانية لتوقيع الاتفاق، ستتضمن مظاهر احتفالية، أبرزها عرض للفرسان، حيث أرسلت ليبيا 30 حصاناً وفارساً للمشاركة في هذا العرض، الذي ستشارك فيه أيضاً مجموعات من الشرطة العسكرية الإيطالية. وبحسب جدول الزيارة، الذي أعلنه المكتب الإعلامي للحكومة الإيطالية السبت، فإن القذافي سيحضر حفل عشاء مساء نفس يوم العرض، يحضره حوالي 800 شخص تمت دعوتهم لحضور العشاء، الذي من المخطط أن يُقام في الهواء الطلق. يُذكر أن القذافي قام بزيارة روما مرة أخرى أواخر العام الماضي، لحضور قمة دولية حول "الأمن الغذائي" نظمتها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بالعاصمة الإيطالية منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
