* ألم أقل لكم بالأمس اننا فى زمن البدع والمحن والإحن ؟! * كان ذلك على خلفية إقامة بعض الصحفيين حفل تكريم ل(قطاع الكهرباء) على قيامه بواجبه، وكأن كل من يقوم بواجبه فى هذا البلد يجب أن تقام له حفلات التكريم .. ومن يقوم بالتكريم؟ .. الصحافة ..!! * هل هنالك بدعة ومحنة أكثر من هذه؟! .. بل وينشر السادة المكرمون (بكسر الراء) اعلانا فى الصحف بلا حياء او خجل عن موعد ومكان التكريم ب(نادى النفط) ويزعمون انه باسم (كل) رؤساء تحرير الصحف بينما معظمهم لا يعلم عنه شيئا ولم يسمع به ..!! * وعندما ينتقد بعض الزملاء هذه البدعة، ينبرى للدفاع عنها من ابتدعها ويبرر ذلك بان الصحافة مدراس مختلفة، وأن احداها تجيز اقامة حفلات التكريم للدولة والسلاطين ..!! * تخيلوا .. الصحافة تقيم حفلات تكريم للدولة على اداءها لواجبها .. هل سمعتم ببدعة كهذه من قبل؟! * عذرا عن الحديث فى موضوع تحدثت عنه بالأمس، ولكنه والله موجع ومستفز .. يتطلب الاعادة والتكرار كلما سنحت سانحة، خاصة ان من قام به انتحل صفة كل رؤساء التحرير حتى يدارى سوءته وفعلته المنكرة ..!! * أما بدعة .. بل ضلالة اليوم، فهى ما ابتدعته كلية طب الاسنان بجامعة الخرطوم ..!! * لاحظوا .. جامعة الخرطوم، اعرق جامعات البلاد بل اعرق جامعات افريقيا، وليس جامعة فى حى (أم التلافيف)..!! * من يصدق ان اعلانا تجاريا كامل الدسم يحمل اسم الشركة التجارية والمعدات التى تتاجر فيها وارقام هواتفها، يقبع بكل جرأة تحت اسم الكلية (اللوقو) فى اليافطة الرئيسية التى تحمل اسم الكلية المعلقة فوق البوابة الرئيسية لمدخل للكلية الرئيسى ( المواجه للسكة حديد، او ما كان يعرف سابقا باسم السكة حديد) ؟! * تخيلوا الى اى درجة من الانحطاط وصل بنا الحال ..!! * كل ذلك لان الشركة أهدت الكلية تلك اليافطة المتواضعة التى لا تزيد قيمتها عن بضع جنيهات .. وحتى لو كانت مرصعة بالماس، هل يجوز لكلية محترمة فى اعرق جامعات البلاد أن تسمح بنشر اعلان تجارى تحت اسمها مباشرة على يافطتها الرئيسية المعلقة فوق بوابتها الرئيسية ؟! * إذا كانت جامعة الخرطوم بكل عراقتها وتاريخها الماسى تسمح بهذا الفعل الشائن اليوم، فماذا نتوقع منها غدا؟! ... ان يظهر مديرها وهو يتمايل طربا فى اعلان تجارى لمشروب غازى أو شركة اتصالات تبرعت او تصدقت ببعض المال على جامعته ؟! * وإذا كانت من تفعل هذا هى جامعة الخرطوم، فماذا تفعل بقية الجامعات (الفكة) من محن هذا الزمان العجيب؟! * من الذى سمح بهذا الفعل الشائن .. عميد الكلية أم مجلس الكلية، ام مدير الجامعة، ام مجلس إدارة الجامعة، ولمصلحة من، وكيف يسمح مجلس اساتذة الجامعة العريقة بهذا العبث ..؟؟! * من سمح أيها السادة الكرام، لكلية طب الأسنان بجامعة الخرطوم بأن تتحول الى راقصة اعلانات ؟! زهير السراج عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.