بعد اقل من مرور عام علي بداية حياتهما الزوجية وكعادة الازمات التي تعصف بالحياة الزوجية في اتون مجتمعنا عندما يبدأ يتسلل اليها الروتين بعد مرور الاشهر الاولي بدأت نار الخلافات تستعر في جسد حياتهما الزوجية لأصرار( مني )علي التمسك بوظيفتها فهي تعمل( سستر) في المستشفي الخاص الذي شهد ولادة حبهما هي وزوجها( خالد) الذي ينتمي لاحدي القوات النظامية برتبة كبيرة و يشغل وظيفة مرموقة في الحزب الحاكم ويترأس احدي المؤسسات النافذة بالدولة الذي كان يعاود زيارة والدته المريضة التي كانت ترقد بأحد ارقي مستشفيات المدينة فقد كانت (مني)التي تمتلك وجه القمر هي المشرفة علي متابعة علاج والدته فقد كانت تتفاني في خدمتها وتتبادل معها الونسة بأريحية وطيبة خاطر غير مألوفة فدخلت كالنسيم الي قلب (عادل) واسرته فسعي للزواج منها وسعي لاجل ذلك بأستعمال كل الطرق المشروعة بعد ان وجد مباركة بالاجماع من جميع افراد العائلة وبالاخص والدته وكانت (مني) هي الزوجة الثانية (لعادل) كعادة اعضاء الحزب الحاكم عندما انفتحت لهم ابواب الدنيا الجديدة علي مصراعيها واصبحوا من اصحاب الاستثمار ومالكي العقار واستدعت طبيعة المرحلة خيار الزوجة الثانية كنوع من الوجاهة الاجتماعية حتي تسطيع ان تلمع صورة زوجها في المجتمعات الراقية وفي سفرياته الي دبي وماليزيا والقاهرة والصين.............. ولكن ما يثير الدهشة ان( خالد) لم يلمح لها او يشترط لها بعدم رغبته في ان تترك العمل بعد الزواج ووضع في ذهنه بأن هذا امر عادي جدا متروك للنقاش بعد الزواج.................! ولكن بعد الزواج سرعان ما بدأت الخلافات تشتعل بينهما عندما صرح لها خالد صراحة بأن تفكر في ترك العمل ولكن هي من جانبها كانت تحاول اقناعه بشتي السبل بضرورة ان تواصل عملها واحيانا عندما يصر بشدة تطالبة بتأجيل المناقشة في الموضوع الي وقت أخر..........! ولكن في تلك الليلة كانت شياطين (عادل) قد خرجت من اوكارها عندما رأي زوجته(مني) وهي تتأنق في ابهي زينتها وتهم بالخروج للعمل بوردية الليل...............................! (خالد.). انتي لسه مصره تعملي الفي راسك تاني بعد ده مافي( شغل) انتي محتاجة لي قروش عشان تشتغلي كلامي ده واضح تاني مافي اي مرقة لي شغل.....! (مني).. ومن ناحيتها حاولت استمالته وامتصاص غضبه ولكنها عندما شعرت بغضبه وجديته انفجرت في وجهه غاغضبة: وانا بقول ليك في وشك الشغل ما بخليو وبعدين انت لما عرستني لقيتني راقدة في بيت ابوي....! (خالد)..المرة دي كلامي واضح لوتاني مشيتي للشغل تاني ما تجيني هنا علي بيت( ابوكي) طوالي؟؟ (هذه قصة حقيقية مع زيادةبعض البهارات) الكثير مما يتأسي له ان هناك الكثيرات من الفتيات في سن الزواج (جالسات) في بيوتهن في انتظار فارس الاحلام فيتركهن الذي يبحث عن (عروس) وله رأي سلبي في عمل المرأة ليتقدم للزواج من امرأة عاملة كحال (مني) ثم يجبرها بعد ذلك الي الاستقالة وترك العمل حتي تتفرغ لخدمته وتربية عياله.... ان قصة( مني) وزوجها مثال بسيط للكثير من الحالات التي هي اسوأ منها لحالات التعسف في استخدام الرجال لسلطاتهم ولكن في رأيي فبالاحسان والمعروف لأن الزواج يبني علي العهود والمواثيق والوضوح والصراحة ولكن( خالد) شأنه كشأن الكثيرين من الرجال في اتون مجتمعنما يضعون في اعتبارهم بأن هذا امر عادي يمكن ان يحل لاحقا وبالتالي لم يعترض (خالد) علي عمل زوجته الذي كان السبب الاول في لقائهما الذي توج بالزواج بعد ان حضر للمستشفي سعيا لمعاودة والدته وكحال الكثيرين الذين لا يعترضون علي عمل المراة قبل الزواج ولا يشترطون لها ذلك صراحة او تلميحا بعدم الرغبة في ان تواصل عملها بعد الزواج ولكن كما يقول المصريين( الاولو شرط اخرو نور ) ولو كان قد صارحها منذ البداية لوضعها بين شرطين واضحين اما الموافقة علي شرطه بقناعة واضحة او التضحية بشرط الارتباط معه والتمسك بوظيفتها التي تحقق زاتها وطموحها................................................................................................... ان الخلافات الزوجية كحال( مني) وزوجها تمثل ازمة من ازمات التنازع المتكررة التي تطرأ بين الاسر الناشئة وهي لا تزال بعد في دوري( 32) من عمر الحياة الزواجية وبكل اسف اصبح الطلاق المبكر من عمر الحياة الزواجية ظاهرة مأزومة في مجتمعنا السوداني وتحتاج الي دراسة وكل ذلك لعدم الوضوح والصراحة منذ البداية وخصوصا من جانب الزوج منذ البداية واستبدال الوجه الاول بالثاني بعد الزواج تماشيا مع متطلبات المرحلة( بعد الزواج) التي تتطلب الجدية والصرامة وسياسة فرض الرأي مدفوع بقناعته بأن المرأة مهما كانت فهي سهلة الخضوع في سبيل تقديم التنازلات من اجل الحفاظ علي بيتها وتقديم كل التضحيات الممكنة حتي لا يقع عليها عبء فشل الحياة الزوجية التي سوف تكتوي بها وحدها بتبعات نيرانها المحرقة.؟........................................................... يقف خلف هذا المجتمع فكر ذكوري يختزل المرأة في وعاء ضيق مما يؤدي الي تضخيم البعد الجنسي علي حساب ابعاد حياتها الاخري ويمركز كل قيمتها حول هذا البعد من حياتها فمن الطبيعي ان يفجر ذلك مخاوف المرأة بضمان الزواج ومن ثم استمراريته في قدرات هذا الجسد علي حيازة اعجاب الرجل وجعله محور اهتمامه في تأكيد مفرط للحقوق دون الواجبات وفي بنية وعي كاملة لها تداعياتها علي واقع ومستقبل المرأة في ظل الظروف الحالية الاقتصادية والاجتماعية التي تلقي بالمزيد من الاعباء علي المرأة داخل وخارج المنزل وفي ظل تغييرات ايدولوجية الا انني ما زلت عاجزا عن فهم كيف يمكن ان تحل مثل هذه الاشكالات ازماتنا الاجتماعية فعينة الرجال امثال (خالد) تري دوما في المرأة كائن قابل للانحراف كلما ازدادت مساحة الحرية حولها فمن الطبيعي ان يتراكم خوفه من المرأة المتعلمة التي تدرجت في التعليم وخطت كل هذه الخطوات حتي المرحلة الجامعية ومن ثم الي مرحلة الحياة العملية في اتون مجتمع يعج بالرجال الذي هو منهم لانه لازال يحتكم في طريقة تفكيره الي تجاربة الشخصية و وربما محاولاته الذاتية في الاغواء............................... ان لانظمتنا التربوية دورا لاجما في الغلو والتطرف وما بهذه الازمة من مغالاطات فهي جزء لا يتجزأ من اكليشهات ممارساتنا الاجتماعية فلقد دار بيني وبين احد الاصدقاء الذي ينتمي الي احدي التيارات الدينية المتشددة نقاش حول عمل المرأة مبينا انه ضده بكافة انواعه وشكلياته ولا يجوز لها ذلك خاصة اذا كانت في كنف رجل موسر ولكنه في نفس الوقت اذا مرضت زوجته يطلب ان يمارضها عند طبيبة او ممرضه وكما يفضل ان تتعلم بناته في مدارس او جامعات غير مختلطة وبهذه الطريقة فأن كل المهن تحتاج الي نساء لان الكثير من المهن تفضل النساء فيها صراحة ان تذهب الي بنات جنسها من باب الارتياح النفسي ولكن فعلا ان بعض اولئك المعقدين امرهم عجب فالكثيرين منهم رهين لعادات وتقاليد نظامنا التربوي الذي يبين لنا بوضوح العقد والاشكالات الماثلة في مجتمعنا حول هذا الموضوع.................... اثبتت التجارب ان الرجل السوداني له وجهين ما قبل الزواج وما بعده فهذه حقيقة ماثله مهما حاولنا انكارها بعد ان لا حظت ان الكثير من الزوجات يصرخن علنا بعد الزواج بأن الزوج اصبح بعد الزواج (ماياهو) لأن الاحلام الوردية غالبا ما تخيب بأستيقاظ الزوجة في ارض الواقع بعد الزواج مباشرة عندما يبدأ شريك حياتها بأخراج الوجه الثاني بعد ان يتأكد فعلا من انها اصبحت زوجته ليخرج لها قائمة طويلة بالممنوعات الواجبة التنفيذ علي شاكلة( مافي خروج من البيت.. وشغل مافي ..ثم عدم السماح لها بتجاوزات رفع الكلفة بجعل الحالة واحدة مع اولاد الدراسة ثم زملاء العمل لأن الحالة بعد الزواج قد تحولت ولم تصبح واحدة بل صارت اكثر من ذلك وفي رأيي انها لا تخرج من اطار الغيرة الزوجية والرغبة المشروعة في حماية الزوجة من شياطين الانس ولكن تكمن الازمة عندما تزيد الغيرة علي شاكلة تلك الممنوعات والتي في رأيي تنبع من تراكم العقد والاشكالات الزكورية تتحول لاعصار تجعل الزوج يعجز عن التمييز بين الشك والغيرة فالشك ازمة مرضية تهدد الحياة الزوجية وديناميت ينسف استقرارها..................................! نعم ان الغيرة مطلوبة في الحياة الزوجية وبشدة فهي ملح وبهارات الحياة الزوجية لانها تشعر شريك الحياة بأنه محور الاهتمام والرعاية ولكن كما اسلفنا يجب ان لا تزيد رياح الغيرة عن حدها فتتحول لغيرة مرضية او شك قد تعصف بالحياة الزوجية لان الحياة الزوجية في رأيي تبني علي الصراحة والوضوح وهي من اهم الشروط التي يتحقق بها الاستقرار والسكن النفسي وهي المقاصد السامية للزواج................................... وهذا لا ينفي غيرة الزوجة فهي ايضا تغير وبشدة بقصد الاطمئنان علي زوجها برصد خطواته وملاحظة ما يستجد منه من حركات مريبة تثير الشك وبالاخص اذا عمد الزوج الي اتباع اشياء لم تكن مألوفة لديه مثل المبالغة في( البخبخة ) او اطالة الوقوف امام المرأة كل هذه الاشياء تجعل الزوجة لان تستخدم اساليبها الخاصة لكشف المستور مثل التنقيب في ملابس الزوج والبحث في الموبايل للتنقيب عن الرسائل والمكالمات الصادرة والواردة وبالتأكيد اذا علم الزوج ان هذه الاشياء تتم من وراء ظهره سيصاب بالضيق ولكن تكمن الازمة اذا تمكنت الغيرة من الزوجة وتحولت الي حالة مرضية او الي شك لاني اعرف احد الاشخاص تلاحقه زوجته دوما بالمكالمات الهاتفية وتلح عليه اكثر اذا تأخر في العودة الي البيت.. ثم ينتهي المطاف بالزوجة اذا عجزت عن السيطرة علي تصرفات زوجها وضبطه فأنها تلجأ لاخر العلاج (الكي) بالذهاب الي( الفكي ابكر ) الذي يستطيع ان يطوع لها قلب زوجها ويجعله كالخاتم بين يديها وهذا لعمري من اسوأ وسائل العنف ضد الرجال وسنحاول ان نتطرق اليه في مقال اخر وهكذا تتحول غيرة الزوجة من مظهر من مظاهر الحب والاهتمام الي اعصار مدمر قد يلقي بالحياة الزوجية الي رحلة اللاعودة................. ان كل تلك الازمة محورها الصراحة والوضوح والرومانسية وهي قد تكون معدومة في قاموس الرجل السوداني بعد ان اثبتت التجارب ذلك بأختلاف الزمان والمكان ولكن عموما المرأة تقدر الرجل الواضح والرومانسي الذي لا تكبله العادات والتقاليد ويكون صريحا مع زوجته في كل كبيرة وصغيرة في امور حياتهما ويساعد زوجته ولا ينتقص ذلك من رجولته شيئا لان المرأة عموما تقدر الرجل الذي يدخل المطبخ دون تحرج ولا يجد في ذلك ما يعيبه ولكن هذا بالتأكيد من النوادر لان الزوجة اذا من عليها الحظ بنوع من عينة اولئك الازواج فبالتأكيد ستخفي ذلك بقدر الامكان بل وقد تدعي العكس خوفا من اعين الحاسدات من بنات جنسها هذا اذا لم يتم اختطافه بواسطة اقرب( صديقة) وكما لاحظت ان المرأة تتضجر كثيرا وتصاب بالاحباط النفسي من مشكلة كبيرة ماثلة في اتون مجتمعنا وهي ثقافة( انعدام الاعتذار) في قاموس الرجل السوداني لان( الزوج) يعتبر ان تغيير الموضوع والتظاهر بالمرح واللطافة في اليوم التالي لاندلاع الازمة بينهما منتهي الاعتذار والامر بات اكثر من عادي( وصافية لبن) وهذا بدوره يقودنا الي ظاهرة انعدام الحوار و الكلام الحلو من قبل الزوج في اتون مجتمعنا من باب جبر الخواطر وتهدئة المنفوس ولكن لشدة ما تعودت الزوجات علي جفاف عواطف ازواجهن صارت كل من تسمع كلمة حلوة من فم زوجها قد تنتابها الهواجس والظنون بأن زوجها اذا ما عامل ليو عملة فهو ناوي علي حاجة وكل تلك الاشياء تقود تدريجيا الي الغيرةالمرضية ثم الشك الذان من شأنهما ان يعجلا بهدم الحياة الزوجية ان لم يجعلاها جحيما لا يطاق............. المثني ابراهيم بحر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.