أعلنت قبيلة المسيرية الحرب على الجيش الشعبي على خلفية اندلاع مواجهات عنيفة أمس بين رعاة المسيرية والجيش الشعبي المتدثر برداء الشرطة في أبيي، إثر قيام الأخير بالتحرش بالرعاة. وحصدت هجمات للجيش الشعبي أرواح «18» شخصاً من المسيرية بمنطقتي «أم بلايل» و «تور أبيي»، وجُرح «28» آخرين تم نقلهم لتلقي العلاج بمستشفى المجلد وفق الإحصاءات الأولية الواردة من الميدان في هجمات لنهب الأبقار ظهر أمس على يد قوات الجيش الشعبي بمنطقة «أبو كدمة» شمال أبيي على بعد «20» كيلومتراً من أبيي. في وقت قرر فيه مجلس الدفاع المشترك تشكيل لجنة للتحقيق في الاحداث وكشف رئيس اتحاد أبناء المسيرية محمد خاطر جمعة عن تجمعات حاشدة لأبناء القبيلة أمس لوضع حدٍ لخروقات الجيش الشعبي واسترداد الأبقار المنهوبة. وقال إن القبيلة عازمة على استرداد أبقارها مهما كلف الأمر، حسبما قال، وذكر ل «الإنتباهة» أن الحادثة وقعت عندما حاول بعض أبناء القبيلة نجدة الرعاة من هجوم الجيش الشعبي وقوات تابعة للحركة الشعبية. ومن جهته أبلغ القيادي بالقبيلة اسماعيل نافع «الإنتباهة» عن مصرع «18» من أبناء القبيلة وجرح «28» آخرين في هجوم شنَّه الجيش الشعبي على الرعاة. وفي ذات السياق اتهم القيادي بالمسيرية محمد عبد الله ود أبوك حكومة الجنوب بتبييت النوايا لشيء غير محدد في أبيي، مشيراً في تصريحه ل «الإنتباهة» إلى أن وجود الجيش الشعبي باسم شرطة أبيي أصبح مصدر قلق، وقطع بأنهم لن يتساهلوا بعد اليوم في الثأر لدماء أبنائهم. ودعا الحكومة لطرد شرطة أبيي على الفور من هناك إذا أرادت تهدئة الأوضاع التي وصفها بالمتأزمة، وأكد على أنهم جاهزون للرد على هذه الاعتداءات. وفي ذات السياق تمكنت المسيرية من استرداد (0021) رأس من الأبقار وقتلت اثنين من الجيش الشعبي. في غضون ذلك قرر مجلس الدفاع المشترك في اجتماعه أمس تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي وقعت بمنطقة أبيي أخيراً. بالإضافة إلى انفتاح قوة تتبع للقوات المشتركة شمال حقل دفرة لتأمين حركة الرعاة من المسيرية جنوباً وتأمين العودة الطوعية للجنوبيين عبر المنطقة. وألزم مجلس الدفاع المشترك القوات المدمجة المشتركة بإعادة الانسحاب شمالاً وجنوباً في موعد أقصاه التاسع من أبريل المقبل، ونقل القوات التي بدأت في الانسحاب خلال «48» ساعة، على أن تصل القوات المنسحبة جنوباً إلى ميناء كوستي في موعد أقصاه السابع من مارس القادم. واستثنى اجتماع المجلس انسحاب لواء تأمين منطقة أبيي بكتائبه الثلاث وقوات تأمين منشآت البترول بمنطقة فلج ومأمورها، وقرر تشكيل لجنة من عضويته للوقوف مع ما أشار إليه جانب القوات المسلحة من انفتاح قوات تتبع للحركة الشعبية بمنطقة «سماحة» الواقعة على الحدود مع دارفور. ومن جانبها أعلنت القوات المسلحة إهداء معدات السلاح الطبي بواو ومنزل القائد واستراحة القوات المسلحة إلى قوات الجيش الشعبي بالمنطقة، بالإضافة إلى تأمينه على مقترح مراسم وداع واستقبال القوات المنسحبة شمالاً وجنوباً بجوبا في الأسبوع الأخير من شهر مارس، على أن يتزامن احتفال الدفاع مع اجتماع الجلسة بنهاية مارس القادم بجوبا. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 1/3/2011م