تدخل ثورة الليبيين ضد النظام اليوم شهرها الثاني، بعدما أنهت أمس شهرها الأول، على وقع غارات شنتها قوات العقيد معمر القذافي على بنغازي (شرق) معقل المعارضة، وتواصلت المعارك في أجدابيا ومصراتة وغيرهما من المدن مسفرة عن عشرات القتلى والجرحى، في ترجمة لتهديدات أطلقها القذافي ونجله سيف الإسلام تباعاً ضد المعارضين، وتأكيدات الأخير أن المعركة ستحسم خلال 48 ساعة، فيما تصاعدت الدعوات الدولية لتسريع الخطى باتجاه إجراء يمنع النظام من مواصلة الحرب، وتمثلت في مطالبات بحظر جوي، ووقف إطلاق نار فوري، ومسودة مشروع قرار لتنفيذ الحظر قدمت لمجلس الأمن الدولي الذي بدأ اجتماعاً مغلقاً . وشنت قوات القذافي غارات ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء، وردت المعارضة في بنغازي بمضادات الطائرات، وغارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية في سرت، وسط عمليات فرار جماعية لمدنيين أرعبتهم منشورات وبيانات بثها النظام مهددا، ومطالبا بإلقاء السلاح، في ترجمة لتهديدات القذافي ب “سحق الأعداء"، وتأكيدات سيف الإسلام “استعادة السيطرة على البلاد خلال 48 ساعة"، فيما تباينت الأنباء حول ما يحدث في أجدابيا التي شهدت سقوط 26 قتيلاً، ووردت أنباء من مصراتة التي صدت هجوما بالمدفعية عن مقتل 11 وإصابة آخرين، وتحدثت مصادر عن مواجهات في زوارة، وإطلاق نار على فارين في عرض البحر قرب حدود تونس . دولياً، عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لمناقشة مشروع قرار يسعى لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وتعزيز حظر الأسلحة المفروض عليها . ونص مشروع القرار الذي قدمه لبنان الثلاثاء بالنيابة عن جامعة الدول العربية وبدعم من فرنسا وبريطانيا على “فرض حظر على جميع الرحلات الجوية"، وتفويض الدول الأعضاء اتخاذ “جميع التدابير الضرورية" لإجبار ليبيا على الامتثال للحظر و"لمنع أي استخدام للطائرات لشن هجمات جوية ضد السكان المدنيين" . ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “كافة أطراف" النزاع في ليبيا إلى “القبول بوقف فوري لإطلاق النار" . من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في حديث مع قناة “سي .بي .أس" إلى تحرك “عاجل" لحماية “الليبيين الأبرياء" من زحف قوات القذافي . وقالت ان “الوقت يداهمنا" . أضافت هيلاري “يجري النظر في تحركات عدة، نعم هناك منطقة الحظر الجوي لكن هناك خيارات أخرى أيضا لحماية المواطنين الليبيين الأبرياء من زعيمهم الذي يبدو مصمماً على قتل أكبر عدد ممكن" . واستبعدت مجددا أي تدخل “أحادي" من الولاياتالمتحدة . وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “رسميا" أعضاء مجلس الأمن ب “دعم" دعوة الجامعة العربية لفرض الحظر . وانتقد القذافي، معتبرا أنه لا يحسب “أي حساب" لما طلبه مجلس الأمن . ودعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، إلى نهج متوازن في مناقشة مشروع القرار . وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في موسكو “نساند رغبة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي في إنهاء العنف في ليبيا" . وواصلت السياسة الألمانية تشكيكها وتشككها بضرورة فرض الحظر، معلنة على لسان وزير خارجيتها غيدو فيسترفيله أنها لا تحبذه ولن تشارك فيه إذا ما فرض . (وكالات)