بالنسبة للمؤتمر الوطني الذي قدم مرشحه الشاب احمد هارون لمنصب الوالي ،فان أكثر ما يهم الحزب كحزب حاكم ويرقد علي خبرة عقدين من الزمان إدارة وسياسية ،فان فوزه بحكم ولاية جنوب كرد فان يقع ضمن إستراتيجية تفكيك ،وإعادة معالجة وضع الولاية علي كافة الأصعدةبحيث تصبح متسقة مع بقية أوضاع بقية ولايات السودان من حيث التنمية ،الخدمات ،المشاركة السياسية والقضاء علي واحد من أهم الأمور التي ظلت الحركة الشعبية تزايد بها وهي ما يسمي بقضية التهميش .منطقة جنوب كرد فان حُظيت في الفترة القليلة الماضية –الأربعة سنوات المنصرمة علي الأقل –بالعديد من الخطوات المهمة في هذا الصدد من جانب المركز في الخرطوم وقد أمر العديد من مواطني الولاية ان وجود احمد هارون في الولاية رغم انه لم يمتد لسنوات إلا انه أسهم في خلق حالة استقرار وانسجام وتوافق ،وهذه في الواقع أفضل مقدمة سياسية لخلق واقع مثالي في السياسة والاجتماع والاقتصاد في الولاية ،ولذلك فان المحك في انتخابات ولاية جنوب كرد فان –من الناحية الواقعية المحضة –هو ترسيخ إقدام الولاية ضمن إطار الشمال السوداني عامة ومساواتها –بقدر ما هو متوفر من معطيات –ببقية الولايات .بمعني أوضح فان المحك السياسي هنا هو ما يمكن ان نطلق عليه (إعادة إدماج الولاية )في الوعاء الوطني الكبير في شتي المجالات ،بعد ما رسّخت الحركة الشعبية في مواطني الولاية مشاعر التهميش والفاقه والحرمان . الأزمة بالنسبة للحركة الشعبية هنا –عبر ما يطرحه مرشحها الفريق عبدالعزيز الحلو –ان الرجل ومؤيديه ينظرون الي المنافسة من خلال منظور (اثني محلّي)وعلي أقصي تقدير فأنهم يتعاملون مع المعركة باعتبارها معركة الحركة الشعبية في الجنوب ضد الشمال وهذا خطا منهجي كبير ،وسلوك سياسي معيب .صحيح ان أي مرشح حر في طرح برنامجه ورؤيته وصحيح أيضا أن الولاية ظُلمت في السابق –منذ عهود طويلة –او اعتقاد بعض منسوبي الحركة الشعبية –خطأً-ان فوز الحلو ضروري فقط لكي يصلوا الي المشورة الشعبية ،وبمقتضي هذه المشورة الشعبية يتسنى لهم أقرار الحكم الذاتي للولاية !هذا المفهوم خاطئ ،اذ لا يمكن لهذه الولاية ان تنهض إلا في إطار الشمال السوداني عامة وبالعمل من اجل خلق بيئة أفضل وبترسيخ الوحدة الوطنية هذا هو المحك ،وكل ما عدا ذلك فهو محض عناء بلا طائل ولا جدوى !!