ب رعاية الأممالمتحدة تنطلق في اسطنبول اليوم الاثنين أعمال المؤتمر الرابع للمنظمة الدولية حول البلدان الأقل تقدماً، يبحث فيه قادة 48 دولة وعلى مدى خمسة أيام خطة عشرية جديدة من أجل مساعدة الدول الأكثر فقراً، ومعظمها في إفريقيا والمعرضة بشكل خاص إلى تفشي الأمراض والاضطرابات الاقتصادية والكوارث الطبيعية. وكانت الأممالمتحدة أعلنت أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يشكل تحدياً جدياً. إن معظم البلدان الأقل تقدما هي مستوردة للسلع الغذائية، وثلث شعوبها يعانون من سوء تغذية مزمن. لكن إن أقيمت بنى تحتية وإن تمت مساعدة المزارعين، فستحظى بأسعار مستقرة وستخرج من الزراعة ذات المردود الضئيل. وشددت منظمة غير حكومية من سيراليون، إحدى الدول الأقل تقدما، على خطورة الأزمة الغذائية قبل المؤتمر. وقالت كريستين فيبر من منظمة (شعب من أجل عيش مستقر) بيبول فور ساستينيبول ليفينغ: نأمل أن يعمل الموفدون إلى هذا المؤتمر على خارطة طريق تسمح باستقرار أسعار المواد الغذائية. بدورها أكدت سوري كونتيه من المنظمة غير الحكومية (غذاء من أجل البقاء) فود فور سرفايفل وهي أيضا من سيراليون أن الناس يعيشون يوما بيوم في أحضان الفقر والبطالة يجب على هذا المؤتمر ألا يكون مجرد منتدى نقاش بل أن يتحرك. وقد أعلنت الأممالمتحدة الخميس في بيان أن المؤتمر سيبحث مجددا خطة بروكسل المطبقة في السنوات العشر الأخيرة لدعم الدول الأقل تقدماً، أي البلدان التي يبلغ الدخل السنوي للفرد فيها أقل من 745 دولاراً. وبحسب الأممالمتحدة، فإن مفاوضي الدول الأقل تقدماً 33 في إفريقيا، 14 في آسيا إضافة إلى هايتي يريدون اتخاذ تدابير لبناء بنى تحتية بغية تحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي وخفض الفقر وتوفير وظائف لائقة. ويطالبون الاقتصاديات الكبرى في العالم بفتح أسواقها أمام صادرات الدول الأقل تقدما، ومواصلة زيادة المساعدة للتنمية وتوجيهها بشكل أفضل نحو البنى التحتية والاستثمارات الجديدة وتشجيع الشركات التي تفكر في الاستثمار في البلدان الأقل تقدماً، على ما أوضحت الأممالمتحدة. ولفتت المفوضية الأوروبية إلى أهمية المساعدة الأوروبية للدول الأقل تقدماً في بيان الجمعة الماضي، موضحة أن الاتحاد الأوروبي بصفته أكبر مانح للبلدان الأقل تقدماً مع 15 مليار يورو من المساعدات في 2010 سيدعو الشركاء الآخرين ليكونوا بمستوى التزامه بتقديم 0.15 إلى 0.20% من دخلها الوطني الخام إلى الدول الأقل تقدماً، التي تعد 645 مليون نسمة يعيشون دون خط الفقر، فيما يتوقع أن يتضاعف عدد سكانها بحلول العام 2050، كما تمثل هذه الدول الضعيفة اقتصادياً مع صعوبات اجتماعية كبيرة 1% فقط من التجارة العالمية. ويعقد مؤتمر الأممالمتحدة هذا كل عشر سنوات ومن بين المشاركين في مؤتمر اسطنبول الرئيسان الإيراني محمود أحمدي نجاد والأفغاني حميد كرزاي وكذلك المفوضة الأوروبية خوزه مانويل باروزو، كما سيترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعمال المؤتمر، وكانت فرنسا استضافت المؤتمرين الأولين في 1981 و1990، وبروكسل المؤتمر الثالث في العام 2001.