راجت شائعات كثيفة في الأيام الأولى لأحداث كردفان التي اندلعت في السادس من يونيو الجاري خاصة حول إصابات ومقتل قيادات بصفوف الحركة كان أبرزها الإعلان عن إصابة رئيس الحركة بالولاية عبد العزيز آدم الحلو ومقتل رمضان حسن وزير مالية الولاية والمقرب جدًا من الحلو وهو أمرٌ لم يتأكد حتى الآن حول مدى صحته من عدمها علاوة على مقتل وزير الري بحكومة الولاية تاو كنجلا والذي مثل الحركة في لجنة الانتخابات ويتردد أنه قُتل بتهمة انحيازه للوطني.. المهم إصابة الحلو قد تكون صحيحة من خلال أول ظهور رسمي له عقب هجوم كتائبه على مدينة كادوقلي وما جاورها من مناطق وذلك من خلال الصورة التي جمعته مع الوسيط بين الشريكين الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق ثامبو مبيكي في المناطق التي يوجد بها الحلو وسط الجبال مع قواته عندما زاره مبيكي وقيادة اليونميس وبعض قيادات الحركة نهار الخميس الفائت!! بدأ الحلو في الصورة متكئًا على عصا ويبدو أن إصابة ما ألمّت برجلة اليمنى لكنها في كل حال ليس في القدم بحسب إختصاصي عظام معروف رفض للأمانة الحديث عن تشخيص الحالة من واقع الصورة فقط، ولذلك آثر حجب هويته، ولكن بعد إلحاح أشار إلى أن ارتداء الحلو لحذاء عسكري «بوت» يعني أن الإصابة ليست في القدم ورجح أن تكون في الساق أثرت على الركبة فأجبرت عبد العزيز على الاستعانة بالعصا.. وعاد وقال إن أي إصابة مهما كان حجمها تتطلب الراحة الجسدية والنفسية. اشتراطات التعافي من أية إصابة التي أقرها محدثي قد لا تكون متوافرة إلى حد كبير بالنسبة للحلو على الأقل الراحة النفسية لجهة الضغوط عليه وتحطم حلمه على أسوار مدينة كادقلي التي استعصت عليه وكذا ملامح لنهاية مشروعه كسياسي على الأقل حتى الآن!! ويجزم الخبير العسكري المعروف اللواء «م» محمد العباس الأمين أن ضرب القائد في المعركة له تأثيراته على قواته، وذهب إلى تفسيرين: إما أن القوات المسلحة تمكنت منه وهذه تحسب لها، أو أن صدامًا وقع مع من يخالفونه الرأي داخل صفوفه وحاولوا إصابته.. كذلك قد يكون الحلو لم يصب وإنما يستخدم العصا كنوع من التقليد المتعارف عليه وسط الجنرالات، لكن المعروف عن الرجل أنه يعاني من ضعف في السمع منذ قيادته لقوات لواء السودان بشرق السودان في التسعينيات وتحديدًا القطاع الأوسط في معسكر ربدة على مشارف الحدود السودانية الإريترية، وكان ميدان عملياته مناطق «ميكيت، تميكيت، رساي، تهداي وبلسطاف» حيث انفجرت طبلتا أذنيه وربما تكون واحدة من أسباب مغادرته السودان للولايات المتحدة عقب نيفاشا حيث تكفلت رابطة أبناء جبال النوبة في واشنطن التي يرأسها أمين زكريا بنفقات علاجه الذي لم يكتمل بعد فضلاً عن معاناته من ضعف في إحدى عينيه وهو أحد اثنين تضررا من القتال في جبهة الشرق مع توماس سريليو الذي أصيب ب «رايش» في رأسه وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة تمرد إبان الهجوم الشهير على جوبا وأول ماقام به محاولة قتله لزميله صلاح كنة كربوس لكنه نجا. اللواء العباس لفت الانتباه إلى أن إصابة الحلو لو صدقت أو تعطل لأي سببٍ ما فهذا يعني نهاية تمرد الحركة بجنوب كردفان لجهة عدم وجود شخصية مرموقة تخلفه، وذهب إلى أن الحلو إذا أصيب واستدعى الأمر نقله خارج الولاية فهذا يعني خروجه من المسرح العسكري، وشبه حاله بحال عبد الواحد نور.. مقارنة العباس سليمة لجهة أن عبد الواحد اضمحلّ دوره السياسي كقائد وبات سلاحه عبارة عن أربعة هواتف محمولة، ومهما يكن من أمر فإن مقبل الأيام كفيلة ربما بكشف إصابة تعرض لها الحلو قد لا تكون بالرصاص وإنما بالعقل كخديعة قادته لفعل ما قام به! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 22/6/2011م