تحدثنا أمس الأول عن ان مقاولي الحرب والاضطرابات في السودان هم اخطر ما سنواجهه في طريق الثورة التي قال عنها مالك بن نبي أنها تعني العمل علي "استعادة الشعب شخصيته وكرامته "والتي قال أنها تقتضي "تصفية الاستعمار في العقول "!! وكنا بذلك نشير الي قوي سياسية مركزية وقيادات ومفكرين ومثقفين بالمركز قلنا أنهم يتقمصون شرايين ما يسمي بالمناطق الطرفية بل هم من اختلقوا قضية التهميش وطرقوا عليها واستقطبوا لها لمواجهة حكومة الإنقاذ التي يناهضونها ويسعون الي إسقاطها !! ولم نكن في ذلك نستعدي أحداً علي احد كما اتهمني احد الأصدقاء لكنا كنا نضع أصبع الجراح علي مصدر الألم طمعا في ان يتم علاج المرض الأصل وليس أعراضه وان كنا نريد الاستعداء لقانا ان الإعلام الذي تصرف عليه الحكومة كان في غالبه يدعمهم !! وأمس التقيت قياديا فاعلا باليسار السوداني أكد لي من منطلقات منطقية ان ما ذهبت إليه كان واقعا وقال ان التيار العلماني واليساري في السودان حين يئس من ان يكسب في ظل استقطاب الحركة الإسلامية للناس دينيا لجأ الي الاستقطاب العرقي والجهوي !! وتجولوا بأذهانكم في تصاعد قضية الجنوب منذ ثمانينات القرن الماضي وتصاعد قضايا دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والشرق والنوبة وغيرها وتذكروا الأغاني الجميلة التي كانت تغني عن أولئك السمر الذين سينتصرون للمشروع !! ولن نجد إجابة لتصويت اهل الجنوب بالإجماع للانفصال تحت دعاوي حفظوها ثم بقائهم في الشمال رغم ذلك إلا من منطلق القوي المركزية التي عبأتهم لينتصروا لمشروعها الخاسر والتي تريد ان تواصل خطها الرامي لمواجهته وهزيمته بالقبلية والجهوية !! ومن قبل نقلنا الحوار المحبط بين باقان اموم واحد كوادر اليسار بعد سحب ترشيح عرمان حين قال "نحن انتهينا خلاص "فقال الآخر "تقصد الجنوبيين "فقال باقان "...أم الجنوبيين ديل ما أصلهم منتهين نحن الانتهينا " و"نحن "تشير بوضوح الي ما نعنيه !! والخلاصة ان قوي مركزية يئست من ان تجد سوقا لأفكارها بين السودانيين ركبت ظهر الحركات بدعم وتأييد من قوي الاستعمار الذي نريد تصفيته !! و(الزرافة ركوب الجن )!!