أكد الرئيس السوداني عمر البشير التزام الحكومة السودانية بتعزيز مسيرة السلام والاستقرار بدارفور وتوفير الخدمات للمواطنين كافة، وجددت الخرطوم تهديدها بإنهاء مهمة “يوناميد" الدولية إذا لم تسحب تشوهات حملها قرار مجلس الأمن الذي قضى بتمديد مهمة البعثة في دارفور لعام آخر، فيما تبدأ اليوم في الخرطوم المباحثات السودانية الإيرانية . وطلب البشير خلال لقائه أمس سعد عبدالرحمن بحر الدين، سلطان “دار مساليت" بولاية غرب دارفور وموسى هلال المستشار بديوان الحكم اللامركزي توفير المناخ الملائم للاجئين والنازحين للعودة لديارهم، وتحقيق التعايش السلمي وتعزيز توحد النسيج الاجتماعي حول مختلف مكونات دارفور . وأكد بحر الدين التزامه بتحقيق السلام الشامل في دارفور، فيما أعرب هلال عن دعم القيادات الدارفورية لجهود السلام الداخلي ومفاوضات منبر الدوحة بما يعزز مسيرة الأمن والاستقرار في دارفور . من جانب آخر، هدد وزير الخارجية السوداني على كرتي، بإنهاء مهمة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور “يوناميد" إذا لم تسحب المنظمة الدولية “تشوهات" حملها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2003 الذي قضى بتمديد مهمة البعثة في دارفور لعام آخر . وأضاف أن القرار الأخير بتمديد مهمة البعثة يعد بمثابة اختطاف للبعثة الإفريقية وتعد على صلاحياتها، ومنع صفة كون أفرادها ومكوناتها أفارقة . وأعلن رفض تمديد مهمة البعثة، إلا وفقاً للاتفاق الذي قضى بإنشائها، فيما قال وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان، إن الخرطوم ترفض التعامل مع أي إضافات جديدة خارج نطاق البعثة المتفق عليه، مشيراً إلى أن القرار الأخير حمل معلومات مغلوطة لا تعبر عن الواقع وتجاوزها الزمن . الى ذلك، أكد وزير العدل محمد بشارة دوسة، ان مجلس حقوق الإنسان الدولي، اعتمد تقرير السودان بالإجماع في اجتماعات الدورة 13 التي عقدت بجنيف الأسبوع الماضي . وتوقع ان يصدر المجلس في اجتماعه يوم 30 من الشهر الجاري قراراً إيجابياً حول مقرر حقوق الإنسان محمد عثمان شاندي، وذلك خلافاً لمطالب عدد من أعضاء المجلس بضرورة تمديد مهمة الخبير المستقل، باعتبار ان السودان لا يزال يتعرض فيه المدنيون فى النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور الى انتهاكات حقوقية، بينما توجه وفد يمثل تحالف المعارضة بقيادة مريم الصادق الى جنيف لمخاطبة مجلس حقوق الإنسان بشأن الأوضاع في البلاد . وقال وزير العدل في مؤتمر صحفي عقب عودته من جنيف ان إخضاع السودان للآليات الاستثنائية جعله مقعداً عن الجوانب الأخرى الإيجابية التي لدى السودان فيها أوضاع جيدة . واعرب عن أمله بأن تكون هذه الدورة في مجلس حقوق الإنسان بداية نحو الأفضل في تعامل المجلس مع السودان . الى ذلك، بدأت أمس في الفاشر أولى جلسات إعادة محاكمة المتهمين في بلاغات جرائم دارفور حيث انعقدت أولى الجلسات الخاصة برئاسة الأمين الطيب البشير قاضى المحكمة العليا . وأكد الفاتح طيفور نائب المدعي العام لجرائم دارفور أن قرار تحويل المحاكمات من مدينة نيالا إلى الفاشر جاء بغرض سهولة إحضار المتهمين الذين يقضون العقوبة بسجن شالا الاتحادي بالفاشر، علاوة على وجود الشهود في أماكن أقرب من أي مدينة أخرى في دارفور . المصدر: الخليج 26/9/2011