أحال الاجتماع الوزاري لدول مجموعة شرق أفريقيا ملف عضوية السودان الى قمة رؤساء المجموعة التي تنعقد غداً الاربعاء بالعاصمة البورندية بوجومبورا، بعد أن رفضت يوغندا وتنزانيا التوقيع على قبول طلب العضوية مما أضطر المجلس الوزاري احالة الامر لقمة الرؤساء للتصويت بشأن تحديد مصير عضوية السودان، ونجحت يوغندا وتنزانيا الرافضتان لضم السودان الى التكتل الاقتصادي والسياسي المهم بشرق افريقيا في عرقلة إجراءات الانضمام، مما يرشح علاقات السودان بدول المجموعة مستقبلاً الى المزيد من التوتر، خصوصاً وان بيان حيثيات الرفض، التي أفصح عنها وزير مجموعة شرق افريقيا اليوغندي ايريا كاتيقايا في تصريحات لصحيفة «الديلي مونتر» اليوغندية، قالت إنها رفضت طلب السودان بحجة ان سجل السودان في مجال تطبيق الديمقراطية وحقوق المرأة وتسييس الدين لا يؤهله للانضمام الى المجموعة، ويتضح من تصريحات الوزير اليوغندي أن أسباب الرفض سياسية، فَضلاً عن كونها ادعاءات لا تسندها حقائق على الأرض، كما انه ومع الاقرار بأن الأوضاع في المجالات التي ذكرها ليست مثالية بالسودان ولكنها في الواقع تنطبق على دول المجموعة الست بلا استثناء، ويرى مراقبون أن الرفض جزء من حملة يوغندية ضد السودان، بدليل أن الاسباب التي أوردها الوزير اليوغندي، الذي لعب دوراً كبيراً بجانب تنزانيا في تضمينها بيان مجلس وزراء المجموعة رغم معارضة رواندا المضيفة للاجتماع وكذلك كينيا، هي في الواقع اسباب سياسية، بينما تكتل شرق أفريقيا هو تكتل اقتصادي بطموح سياسي سيصل إلى مرحلة الكنفيدرالية السياسية بين دول المجموعة. وأثار طلب السودان منذ يونيو الماضي حينما تقدم الرئيس البشير بالطلب للرئيس البورندي بيير كورنزيزا وهو الرئيس الحالي للمجموعة، انقساماً داخل المجموعة، ففي الوقت الذي رحب فيه الرئيس الرواندي بول كيغامي بالطلب وحث رؤساء دول المجموعة دراسته بروح ايجابية، رفض الرئيس اليوغندي الطلب وانضمت إليه تنزانيا لاحقاً. في المقابل رغم الترحيب بها كعضو جديد في المجموعة، لم تحصل دولة جنوب السودان على كامل العضوية لعدم استيفاء طلب العضوية الاجراءات المطلوبة ومنها المدة القانونية المحددة بستة أشهر من تاريخ تقديم الطلب، علماً بأن جنوب السودان تقدمت بطلبها رسمياً فقط الأسبوع الماضي. اجتماع المجلس الوزاري شهد انقساماً حاداً عندما انسحب الوفد التنزاني من جلسة التوقيع على تقرير المجلس الذي يرفعه إلى قمة الرؤساء يوم الاربعاء، وبينما لم يصدر تفسيراً رسمياً لانسحاب الوفد التنزاني، أشارت مصادر إعلامية الى خلافات حول وثيقة الاندماج السياسي بين دول المجموعة، حيث تعترض تنزانيا على فتح حدودها لدول المجموعة خشية تدفق اللاجئين إليها. التحدي الكبير الذي يواجه رؤساء المجموعة هو التصويت لصالح أو ضد انضمام السودان الذي تعترف هذه الدول بأنه مؤهل من الناحية الاقتصادية والديمغرافية للانضمام إلى هذا التكتل. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 29/11/2011م