عرض الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاعتقاله بتهمة الابادة الجماعية المساعدة في دمج عشرات الميليشيات الليبية في القوات المسلحة لهذا البلد . وقال البشير الذي اثارت زيارته لليبيا انتقادات واسعة من جماعات حقوق الانسان ان السودان لديه خبرة في دمج المتمردين في جيش وطني. واضاف انه عرض مساعدة الاشقاء في ليبيا في بناء جيش وطني يضم عناصر الثورة الليبية. وقال البشير ايضا انه عرض على الحكومة الليبية الجديدة مساعدة القوات السودانية في حماية الحدود الجنوبية الليبية خلال الحرب التي انهت حكم معمر القذافي ولكن هذا العرض رفض. وقال البشير في مؤتمر صحافي 'جئنا نشكر الثوار الليبيين لما قدموه الينا: افضل هدية قدمت الى السودان في تاريخه المعاصر' في اشارة الى سقوط القذافي. واضاف ان 'الظلم والاعتداءات والعنف ادت الى انقسام السودان، وهذا الامر بدعم مباشر من القذافي'. وتابع البشير 'حين كنت ازور ليبيا، كان الجميع يعتقدون اننا كنا اصدقاء (مع القذافي)، لكننا كنا مهددين دائما، السكين في ظهرنا'. وكان اكد في تشرين الاول (اكتوبر) انه دعم القوات التابعة للمجلس الانتقالي وقدم اسلحة الى الثوار الليبيين. ويناضل حكام ليبيا الجدد لضم الاف من الثوار السابقين الذي ساعدوا في الاطاحة بالقذافي في قوة للجيش والشرطة او في وظائف مدنية. وحذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا في الاسبوع الماضي من ان ليبيا تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية ما لم تتم السيطرة على الميليشيات المتناحرة التي ملأت الفراغ الذي خلفه سقوط القذافي. وتتنافس الميليشيات على النفوذ في ليبيا الجديدة وتعتقد أنها حتى تحصل على نصيبها من السلطة السياسية عليها أن تحتفظ بوجود مسلح في العاصمة. وقال عبد الجليل الذي زار الخرطوم في تشرين الثاني (نوفمبر) إن الاسلحة والذخائر السودانية ساهمت في اطاحة الثوار بالقذافي العام الماضي. وتوترت العلاقات بين الخرطوموطرابلس خلال حكم القذافي بسبب مساندته للمقاتلين في منطقة دارفور وفي جنوب السودان الذي اعلن استقلاله في يوليو تموز الماضي بموجب اتفاقية السلام المبرمة في عام 2005 ونقلت وكالة السودان للانباء عن البشير قوله في ليبيا ان 'ازالة نظام القذافى يعد انجازا بكل المقاييس'. ونقلت عنه قوله ان'ثوار ليبيا قدموا اكبر هدية للشعب السوداني بإزالة نظام القذافي'. وأضاف 'زيارتنا لليبيا جاءت لتقديم التهنئة لثوار ليبيا على انتصارهم على قوى البغي والعدوان'. وانتقدت جماعات حقوقية زيارة البشير.وقال ريتشارد ديكر مدير العدالة الدولية بمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بمراقبة حقوق الانسان 'الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشان اعلان المجلس الوطني الانتقالي التزامه بحقوق الانسان وحكم القانون. 'بعد انتهاء عقود من الحكم الوحشي في ليبيا من المزعج أن تستضيف طرابلس رئيس دولة هاربا من مذكرة اعتقال لارتكابه انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان'. وقال محمد الكيلاني الذي يرأس مجموعة تضم 50 من منظمات المجتمع المدني الليبية ان البشير غير مرحب به في ليبيا. واضاف ان هذه المنظمات ترى ان البشير هو قذافي السودان وان لديها تحفظات على هذه الزيارة لانها تعتبر البشير مستبدا يقمع شعبه وسياسته تتعارض مع مبادئها . ويواجه البشير ضغوطا متزايدة في الداخل بعد ان فقدت بلاده كثيرا من انتاجها النفطي للجنوب. وشكر رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الرئيس السوداني على دعمه الذي قدمه خلال الانتفاضة ضد الزعيم الراحل معمر القذافي. لكن نشطاء حقوقيين شعروا بالغضب بسبب الزيارة واصفين إياها بأنها تناقض المباديء الأساسية للثورة الليبية. وقال الناشط الحقوقي محمد كيلاني ان البشير هو قذافي السودان. المصدر:القدس العربي 9/1/2012