يبدو أن أوصر الألفة التي كانت عرضية بين أطراف تحالف المعارضة أصبحت وهينة وضعيفة حيث تصاعدت وتيرة الخلافات بين أحزاب المعارضة حول اختلاف من يرأس التحالف بعد أن سرت شائعات عن استبعاد إمكانية تولي فاروق أبو عيسي رئاسة التحالف لأسباب تتعلق بتعبئة أحزاب اليسار لإسناد المنصب للحزب الشيوعي أو البعث, وأبلغ مصدر مطلع من داخل تيارات اليسار (سودان سفاري) أنها شكلت مكتباً سرياً استبعدت فيه إسناد القيادة للمؤتمر الشعبي والأمة. بغرض توجيه الهيكلة الجديدة لصالحهم موضحا أن أحزاب اليسار قامت بإدخال النقابات المؤازية والموالية للحزب الشيوعي بدعم ترشيح أحد القيادات بالشيوعي أو البعث وإبعاد الأحزاب ذات التوجه الإسلامي! وأكدا نفس المصدر أن الأحزاب اليسارية سوف تقوم بمشاركة حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي شريطة أن لا يكون( الإمام الصادق المهدي ود. حسن الترابي) في قمة الرئاسة بتحالف. الأمر في إطاره العام ليس بالجديد علي تحالف يجمع بين من لا تجمع بينهم حتي علي مستوي ابسط عضويين وكما هو متوقع ونتيجة حتمية ان التصدعات تضرب بقوة جسد التحالف الغير متآلف مع بعضه إذ اكد كثير من المراقبين أن التحالف وهيئته الغير مصونة ولكثير من الاعتبارات أصبحت واقع حالها يغني عن سؤالها لماذا لم يتقدم التحالف قيد أنملة في تحقيق خططه في إسقاط حكومة هي ألاولي من حيث الشرعية السياسية وهي التي أتت بها صناديق الاقتراع . التحالف وبحساب المتحالفين داخله بأنهم كلهم علي شاكلة (فاقد شي) إذ أنهم وبنظر للأحزاب المكونة له . وأولها: الحزب الشيوعي الذي لم يعقد مؤتمره العام منذ ما يقارب 40 سنة ولم يجدد في هياكله ودمائه ولم يسترعي اهتمام قواعده وينشطها كما هو واضح وباين في حزبي الأمة والبعث وأيضاً الواقع الذي يعيشه حزب المؤتمر الشعبي وتململ في أطرافه من فرط قيادة أًبحت (كالدنياصورات) كما وصفها بعض الناقدين والمراقبين لشأن السياسي في السودان. في منحي أخر ظهرت حمي المذكرات (حزب الامة والاتحادي الاصل) ولم يسلم منها حتى الحزب الحاكم (المؤتمر الوطنى) و التي تنادي بالتغير في قيادات الحزب هذه المذكرات جاءت من أمانات الشباب وغير الشباب الذين أعلنوا صراحة أن الثورة تبدأ من داخل الأحزاب بتغير القيادات التاريخية التي أصبحت تسيطر علي مفاصل الحزب وهي لوحدها الآمر والناهي فى أشارة( للمهدي ونقد والترابى ) . حالة التحالف تحاكي مقولة( البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير) لماذا تنتهج تيارات اليسار التستر خلف لافتة القيادات الطائفية أمثال (الصادق المهدي , والترابى) لما يحوزاه من شعبية وقواعد يستطيع اليسار أن يطوعها لتخدم إغراضه وبالرغم من أن أحزاب التحالف تختلف من حيث أيدلوجيتها, إقرا بعض قيادات المعارضة بفشلهم في الاتفاق علي خط سياسي محدد وحتي حول (ماهية الهيئة العامة للتحالف) وأبدت قيادات تبرمها من الطريقة التي تدار بها اجتماعات الهيئة . ووصفتها (بالسلحفائية) بسبب الغياب المتعدد لعدد من ممثلي الأحزاب بالتحالف عن حضور تلك الاجتماعات ولم يجتمع حتي أو لم تتكمل شمل أشتات المعارضة من الرؤساء الأحزاب حتي يجيزوا توصيات لجنتهم السباعية ولم يتفقوا علي المسمي الجديد المقترح لتحالف وحول مشروع الميثاق الجديد لهيئة التحالف . وتبدو ملامح عدم الألفة تتشكل داخل كيانات التحالف الغير متألفة لذلك حق علينا قول (تحالف غير متألف).