توفي مساء السبت في الخرطوم الموسيقار والمغني السوداني محمد وردي عن عمر 80 عاما بعد حياة فنية حافلة استمرت أكثر من نصف قرن وكان للراحل وردي إسهاماته الوطنية ومشاركاته الواسعة في كل المناسبات الوطنية بما وهبه الله من فن وإبداعات ومقدرات أكدت عبقريته كفنان شامل. وتتقدم رئاسة جمهورية السودان بأصدق التعازي للشعب السوداني كافة ولأسرة الراحل الفنان محمد وردي سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وان يلهم الشعب السودان الصبر على هذا الفقد الجلل. ولقد كان للفقيد الراحل إسهامات مقدرة اثري بها مكتبة الإذاعة السودانية التي تحتفظ الآن بهذا السجل الذي أصبح يمثل ثروة قومية وتراثاً خالداً للأجيال القادمة تحكي عظمة هذا الفنان وشموخه الفني، هذا وقد تم تشيع جثمان الفقيد الفنان وردي إلى مثواه الأخير صباح الأحد 19 فبراير إلى مقابر فاروق في موكب مهيب شارك فيه قادة البلاد وأعداد غفيرة من المواطنين.. تميز وردي بإدخال القالب النوبى والادوات الموسيقية النوبية في الفن السودانى مثل الطمبور، كما عرف عنه أداء الاغانى باللغتين النوبية والعربية. واكتسب شعبية كبيرة خلال مسيرته الفنية في العديد من الدول الافريقية خاصة اثيوبيا وارتريا. ولد الفنان محمد وردي في سنة 1932 في بلدة صواردة وقد توفي والده وهو في السنة الأولى وأمه بتول بدري أيضا توفيت عندما بلغ التاسعة من عمره فقد تيتم في سن مبكر ة فشق طريقه فعمل استاذا في شندي وجاء الى الخرطوم وفي سنة 1958 كان ميلاد امبراطور جديد الهب السودان بفنه حتى بات فنان افريقيا الأول الفنان محمد عثمان حسن وردي ولد في (صواردة)، إحدى قرى شمال السودان وهي من أكبر عموديّات منطقة السّكوت التي تكوّن مع منطقة المحس ووادي حلفا(محافظة حلفا) التابعة لولاية دنقلا. بدأت مسيرة وردي الفنية في خمسينيات القرن الماضي وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية التي برز فيها التوجه اليساري الثوري خاصة في بداية حياته، لكنه خلف كذلك العديد من الأغنيات العاطفية. غنى للعديد من الشعراء السودانيين من بينهم محمد مفتاح الفيتوري وصلاح محمد إبراهيم ومحمد المكي إبراهيم، عمل وردي في بداية حياته بالتدريس وكان ناشطا نقابيا في رابطة المعلمين السودانيين، قبل أن يحترف الغناء عام 1957.