فى لعبة العلاقات الدولية لا يفشي كل طرف من أطراف العلاقة ما لديه من الأوراق التى يلعب بها إلاّ أنه و بالنظر الى حالة العلاقات السودانية الأمريكيةوطول امد اللعبة وبنظرة القريب الرائي والبعيد المتابع يقرأ الكل بوضوح ويعرف الكل أوراق اللعب التى تستند عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحتى بعد أن أحرق السودان فى يدها كل أوراق اللعبة نجدها تحاول مراراً وتكراراً، ولا تمل اللعب بالأوراق المحروقة. الإدارة الأمريكية والقيادة المصحوبة بجوقة من الممثلين لمصالح وصداقات اسرائيل تتفنن فى كل سانحة فى "صناعة المأزق" والمزالق لأجل ان تعرف وتختبر قوة الخصم . ومنذ نيفاشا أرجأت وعودها للخرطوم بأنها ان نفذت بنود الاتفاقية على أكمل وجه ربما سوف تكون المكافآت فوق سقف طموحات الحكومة السودانية فى الخرطوم فانبرت الحكومة السودانية تنفذ كل بنودها بصدق وتجرد ليس من أجل المكافآت، بل من اجل وقف نزيف حرب استنزفت قوة وجهد السودان كبلد ومن أجل أن ينعم الشعب بحالة من السلام . ولا حتى بعد انفصال الجنوب وبعد ان اوفت الخرطوم بكل حقوق أبناء الجنوب تجاه ما أرادوا سارعت الى صناعة مأزق جديد يترتب عليه كلفة ووعد جديد وان العقوبات المرفوعة ستزول لكن دونما جدوي. وتحل من جديد ورقة المطلوبات مرة أخري وسبق أن أعلن البيت الأبيض وضع جدولاً زمنياً لرفع العقوبات عن السودان خطوة بعد خطوة إعتماداً على تنفيذ حكومة الخرطوم خطوات محددة وأنه سيبدأ التطبيع بمبادرة من الرئيس الأمريكي، لكن شيئاً من هذا لم يحدث وصارت مرة أخري تتلكأ من جيد الإدارة الأمريكية. من جديد تعقدت العلاقات بين الخرطوم و جوبا. وأمريكا تنظر فى الحلقة الأولي من مسلسل أديس أبابا وحتى (2) و(3) , أخيراً سلمها وفد جوبا المفاوض تقريراً بأنه أفشل المفاوضات حسب المطلوب ولسان حالها يقول : نرجو التكرم بتحرير الخطوة الثانية في هذا الشأن؟ يتضرر الجنوب ويختنق معيشياً ويصير قادته يتحسسون أرجلهم فى المستنقع الظلام واللا قرار وتجتهد الدوائر الأمريكية للانتشال غريقهم وتصبح النتائج معكوسة وإنها لم تجد قراءة للواقع وان واقع التضييق أضر بالجنوب. الفصل الرابع ومرة أخري يتكرر نفس المشهد السيد برنستون ليمان فى الخرطوم لبحث سبل السلام والتوافق على حل أوسط مع جوبا، ثم يطرق الباب المخروق (النيل الازرق و جنوب كردفان... والأوضاع الانسانية) ثم يطلق فى الهواء ضجيج الوعود الزائفة ويقدم ورقة المقايضة هذه المرة وتطبيع العلاقات وإعفاء الديون وتقديم المنحة مالية جديدة. وتتضح الصورة وعطفاً على ما سبق ان العقوبات هى عقوبات سياسية ليس ذات مبررات أكيدة وإن مسئولي القيادة الأمريكية يطلقون الوعود وينفذون الأجندة القديمة من اجل التطييع وليس التطبيع. و بنظرة دقيقة للعلاقة بين رجوع وتعثر المفاوضات فى أديس أبابا بين الدولتين وظهور المبعوث الأمريكي فى السودان هو تكرار ملّ منه الكل وأصبحت للوعود الأمريكية وزيارات مسئوليها مضحكة حد السماجة!!!!!.