كثيرا ما تحدثنا عن عمالة وارتزاق الحركة الشعبية قطاع الشمال وتبعيتها المباشرة للحركة الأم في الجنوب وأوردنا أن أخر حلقات التمرد والتأمر كانت هي تكوين ما يسمي بالجبهة الثورية والتي أول ما ظهرت في الإعلام تحت مسمي تحالف كادوا ولم يكن ذلك إلا بغرض التمويه وإخفاء الحقيقة الناصعة التي تقول أن تحالف المتمردين نشأ في مدينة ياي في أقصي جنوب السودان وبإشراف مباشر من اللواء ماج بول نائب رئيس استخبارات الجيش الشعبي في الجنوب وكانت حركة العدل والمساواة قد رفضت أول الأمر الانضمام له لأنه يدعو إلي تكوين دولة علمانية بعد إسقاط النظام في الخرطوم وفقاً لأحلام السفهاء من قادة الحركة الشعبية الذين ما زالوا يجهلون طبيعة وخصائص الشعب السوداني ولم يستفيدوا من دروس تجربة الحرب التي وقف فيها الشعب السوداني صفاً واحداً مع قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى دفاعاً عن العقيدة والوطن. ولكن لان عرمان وعقار ومن خلفهم باقان ودينق الور وسلفاكير لا يعرفون معاني الانتماء والوطن ما زالوا يحيكون مؤامراتهم المفضوحة والمكشوفة تجاه الشعب السوداني ومصالحه القومية وأمنه القومي ولذلك رأينا أمس بيانات ما يسمي بالجبهة الثورية تدعي إنها احتلت منطقة جاوا في جنوب كردفان ثم شاءت إرادة الله أن ينكشف المستور وذلك عندما تم نشر تصريح يوم أمس في صحيفة انجليزية الكترونية مقربة من حكومة الجنوب وقد ذكر المتحدث القيادي في حكومة الجنوب ومحافظ فاريناق أن الجيش الشعبي وحكومة الجنوب قد استولوا علي مدينة جاوا في ولاية الوحدة واستعادوها من الجيش السوداني والغريب في الأمر والمضحك حقا أن كل واحد من هذه الجهات ادعت غنائم حربية تختلف عن الأخرى وهم لا يعلمون أن الوساطة الأفريقية تعلم أماكن المعسكرات التي يقيمها الجيش الشعبي لعملائه من متمردي ما يسمي بالجبهة الثورية في كل من كنافس وبورو وربكونا وفارينق وطمبرة وغيرها من المعسكرات وأن الأسلحة المحرمة مثل الألغام الأرضية تأتي عبر مطار جوبا لتتسرب إلي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ولا يخفي علي سكان المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية انتشار عملة الجنوب ومحاولات إقامة مدارس وفقاً للمنهج الدراسي اليوغندي وغيرها من الممارسات التي تكشف العمالة لدولة الجنوب وهؤلاء المتمردين يدعون الثورية والتي هي منهم برئية إذا لا يعرف التاريخ أي ارتباط بين الممارسة الثورية والعمالة والارتزاق والخيانة ولا يمكن لإنسان ثوري أن يسمح لنفسه بأن يكون مخلب قط لتنفيذ مخططات أعداء وطنه ولعل هذه من عوامل هزيمتهم وانكسارهم وذلهم وهوانهم علي أنفسهم وعلي الشعب السوداني الذي لا يقبل مثل هذه الأعمال المنكرة والمؤامرات الدنيئة وسيقف صفاً واحداً لمقاومتها كما فعل من قبل في كثير من المواقف والمنعطفات التي تشهد له بالشموخ والإباء والتضحية والتجرد. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية29/2/2012م