أعاد القرار الذي اتخذه مسجل المنظمات الطوعية في الأيام القليلة الماضية بإلغاء تسجيل 26 منظمة أجنبية بدارفور بسبب "عجزها" عن القيام بأي أنشطه تذكر، أعاد هذا القرار الجدل مرة أخرى حول أسباب وجود هذه المنظمات في دارفور إذا كانت "عاجزة" عن القيام بأي أنشطه تذكر في مجال تخصصها، كما أعاد إلى الأذهان مرة أخرى حادثة طرد 10 منظمات أجنبية في العام الماضي عشية قرار مدعى المحكمة الجنائية الدولية ضد السودان، أثر توفر معلومات تذكر ضلوع هذه المنظمات في تلفيق وفبركة معلومات مضللة عن السودان فضلاً عن قيامها بأنشطة وأدوار استخبارية مشبوهة تتنافى مع (العمل الإنساني)الذي تعمل المنظمات باسمه إلا أنه يبدو أنه مجرد (غطاء) للعمل الاستخباري لدى كثير من المنظمات الغربية التي أصبح الكثير من المراقبين ينظرون إليها باعتبارها واحدة من أدوات "الاستعمار الحديث". ولا يعتبر التجسس أو العمل الاستخباري الذي لا يتوقف عن مجرد جمع المعلومات بل يتعدى ذلك إلى بث الفرقة والتناحر بين المجموعات السكانية لا يعتبر المنشط الوحيد من الأنشطة الخفية للمنظمات الأجنبية بل يتعدى ذلك إلى محاولات التنصير ولا تزال مائلة للأذهان حادثة طرد منظمة ترست فومور الأمريكية التي ضبطت في مقرها آلاف النسخ من الإنجيل بدلاً عن مواد الإغاثة كما تدعى في الوقت الذي لا يوجد فيه أي وجود نصراني يذكر بين سكان الإقليم كما هو معلوم للجميع. وبطبيعة الحال فإن مكائد المنظمات الدولية التي تتستر بستار الإغاثة والعمل الإنساني لا تقتصر على السودان فحسب بل تمتد بامتداد الكرة الأرضية ففي الصومال مثلاً أصدرت جمعية المفكرين الصوماليين تقريراً مفصلاً حول قيام بعض منظمات الإغاثة بتوزيع كميات هائلة من الأدوية التي انتهت صلاحيتها فضلاً عن دورها في محاولات التنصير ونشر ثقافة الخلاعة أما في العراق فتنتشر أكثر من 100 منظمة تنصيرية تعمل بتنسيق كامل مع وكالات الإدارة الأمريكية وفي اندونيسيا بتكرر نفس السيناريو طبقاً لما أدلى به رئيس مجلس الشورى الاندونيسي الدكتور هدايات نور (أنها مساعدات إنسانية في خارجها وهي في حقيقة الأمر مساعدات جهنمية شيطانية فهدفهم التنصير وليس نجده المتضررين وسبق أن طردت عدة جهات خيرية غربية بعد أن اكتشاف المواطنين لأهدافهم الخبيثة)، وهذه النماذج التي ذكرناها ما هي إلا غيض من فيض من الأجندة الخفية للمنظمات الغربية في كافة دول العالم. ورغم الأجندة المشبوهة للمنظمات الغربية فأن محاربتها لن تتم إلا بتحريك وتفعيل المنظمات المحلية بتوفير الكادر البشري المؤهل والتمويل اللازم لها إلى جانب العمل على استقطاب المنظمات الطوعية العربية والإسلامية التي تعاني هي الأخرى من الحصار والتضييق تحت دعاوى ولافتات (محاربة الإرهاب) وتجفيف منابعه. نقلا عن صحيفة الرائد 25/1/2010