نفضت الحكومة يدها تمامًا من أي اتفاق أو تفاوض مع حكومة الجنوب كان قد تم، إلا بعد كنسها للاعتداء الذي قام به الجيش الشعبي على منطقة هجليج، وفيما وجَّه نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم الجيش برد الصاع صاعين لدولة الجنوب استبعد أن تكون حركة العدل هي من اعتدت على هجليج مؤكدًا تورط الجيش الشعبي تمامًا في الهجوم، ووصفه بأنه مخطَّط واضح لتعطيل بترول السودان عقب إغلاق الحكومة لأنبوب النفط الخاص بالجنوب، في وقت أعلنت فيه الحكومة رسميًا تعليقها للقمة التي كان من المفترض انعقادها بجوبا بين الرئيس وسلفا كير، وكانت القوات المسلحة قد كشفت عن اشتباكات مع الجيش الشعبي لدولة الجنوب، وقوات من العدل والمساواة بجنوب كردفان بالقرب من حقل هجليج النفطي، في الأثناء أصدر الرئيس عمر البشير قرارًا بتكوين اللجنة العليا للاستنفار والتعبئة برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية لوضع الترتيبات اللازمة لنفرة الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين. كنس التمرد وأكد الحاج في برنامج «أكثر من زاوية» بالتلفزيون القومي أمس أن لا اتجاه للتفاوض إطلاقًا إلا بعد «كنس» الجيش الشعبي من الحدود السودانية، وقال: «كيف نفاوض والجيش يُعتدى عليه في الميدان»، وزاد «لا تفاوض إلا بعد انجلاء الموقف»، وأضاف: «كلنا خلف الجيش»، وأكد أن أي اتفاق تم الاتفاق عليه مع دولة الجنوب لاغٍ للاعتداء من جيش الأخيرة على مناطق في الشمال، وقال «لا تلاعب بعد اليوم في حقوقنا»، واتهم الحاج فئة محدودة بحكومة الجنوب مسنودة بدعم إسرائيلي أمريكي بالوقوف وراء ما يحدث تنفيذًا لمخطَّط إسقاط النظام في الخرطوم. إسناد شعبي وأكَّد أن الشعب جاهز لإسناد الجيش لدحر أي عميل ومعتدٍ، وحذَّر الحاج الجنوب، وقال: «الحرب ليست جديدة علينا ونحن جاهزون لها»، ووصف ما يجري بالبلاد وما يجري بالكونغرس الأمريكي من قانون سلام السودان للمحاسبة بأنه جزء من مخطَّط للضغط على السودان ولتركيعه، وأرسل الحاج رسالة شديدة اللهجة لحكومة الجنوب وطالبهم بالتفرغ لإطعام شعبهم الجائع بدلاً من تقديم السلاح والدعم للحركات المتمردة, وفي ذات السياق جدَّد الحاج رفض الحكومة إيصال المساعدات الإنسانية بمناطق النزاعات إلا عن طريق الحكومة، وقال: «نحن نعلم أنهم يريدون إيصال السلاح والغذاء للمتمردين». غدر الحركة وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح أمس إن القوات المسلحة السودانية اشتبكت مع الجيش الشعبي لدولة الجنوب في الحدود بين الدولتين بجنوب كردفان، وأضاف أن مجموعة تتبع للعدل والمساواة استغلت الاشتباك وتمكَّنت من التسلل لمنطقة هجليج واستهدفت موقعًا للجيش خارج حقل هجليج، وقال الصوارمي إن القوات المسلحة تصدَّت للقوة وكبَّدتها خسائر كبيرة، وأضاف أن الجيش لا يزال يتعامل مع بقايا فلول حركة العدل والمساواة قرب هجليج. تعبئة واستنفار وأصدر الرئيس عمر البشير قرارًا جمهوريًا بتكوين اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية، ووزير الدفاع نائبًا له، وطالب القرار الذي تحصَّلت «الإنتباهة» على نسخة منه اللجنة بضرورة تقديم تقارير دورية، وحدَّد القرار اختصاصات اللجنة المتمثلة في وضع الترتيبات اللازمة لنفرة الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بجانب أي مهام أخرى، وألزم القرار وزارة المالية بتمويل نشاطات اللجنة. تكذيب سلفا كير إلى ذلك أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، دخول الجيش الشعبي منطقة هجليج، واتهم سلفا كير في اجتماع مجلس تحرير الحركة الشعبية الذي انعقد بمدينة جوبا، الجيش السوداني بقصف منطقة جاو صباح أمس، وأوضح أن دخول قوات الجيش الشعبي منطقة هجليج تطلبه الوضع الحالي، فيما نفى الصوارمي دخول قوات الجيش الشعبي هجليج، وقال إن حديث سلفا كير عارٍ من الصحة. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 27/3/2012م