قتل 24 شخصا على الاقل هذا الاسبوع في مواجهات بين قبائل متخاصمة في قطاع حساس في جنوب السودان، كما اعلن مسؤول عسكري كبير الجمعة. وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) لفرانس برس ان شجارا بين رجلين تطور الى معارك واسعة اسفرت عن مقتل تسعة اشخاص الاثنين في قرية كول انيانغ التي تعيش فيها قبائل النوير في ولاية جونقلي الجنوبية. واضاف 'لم يكن الامر اكثر من شجار بين شخصين لكنه تطور ليشمل القريتين اللتين ينتميان اليهما، واندلعت معارك جديدة الخميس اكثر عنفا. وتفيد المعلومات التي لدينا ان 15 من قبيلة النوير قتلوا و16 اصيبوا بجروح واعلن عن اختفاء اثر خمسة'. ودارت المعارك الاولى بين افراد من قبيلة النوير، ولكن خلال معارك الخميس انحازت قرية سكانها من قبيلة الدنكا الى جانب احدى قرى النوير. وقال كول 'ننتظر معلومات موثوقة عن عدد القتلى في الجانب الآخر، ولكن من المؤكد وجود ضحايا هناك ايضا'، متوقعا بذلك امكان ارتفاع الحصيلة التي تحدثت عن 24 قتيلا. واكد ان 'الوضع هادىء، وان جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان يسيطرون على الموقف'. واحتدت المعارك القبلية، سواء بين فروع قبيلة واحدة او قبائل متنافسة خلال 2009 في جنوب السودان وغالبا بسبب خلاف على المرعى او بداعي الانتقام. وخلال السنة الماضية، قتل نحو 2500 شخص وشرد نحو 350 الفا بسبب المعارك القبلية في المنطقة التي لم تلملم جراحها بعد من حرب اهلية بين الشمال والجنوب استمرت خمس سنوات واوقعت مليوني قتيل. وقتل اكثر من 140 شخصا في معارك قبلية بداية السنة في ولاية واراب الجنوبية. ويخشى مراقبون من ان تشكل الانتخابات والاستفتاء شرارة لاندلاع حرب اهلية جديدة جنوب السودان. وخلال الاسبوع الحالي أكد الرئيس السوداني عمر البشير ان حكومة الخرطوم ستكون اول من يعترف باستقلال جنوب السودان اذا فاز خيار الانفصال في استفتاء كانون الثاني/يناير 2011. ومن المقرر ان يجري الشمال والجنوب ترسيما للحدود التي تمتد بينهما على طول 2100 كلم. المصدر: القدس العربي 26/1/2010