اعلنت وزارة الدفاع السورية، امس، وقف الاعمال العسكرية اعتبارا من صباح اليوم على ان «تبقى قواتنا متأهبة للرد على اي اعتداء من المجموعات الارهابية المسلحة»، وهي ستكون المرة الاولى التي توقف فيها هذه القوات اطلاق النار منذ ان بدأت في مواجهة التظاهرات السلمية بالرصاص، بعيد اندلاع الثورة ضد الرئيس بشار الاسد قبل في منتصف مارس 2012. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع: «بعد ان نفذت قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الاعمال الاجرامية للمجموعات المسلحة وبسط سلطة الدولة على اراضيها، تقرر وقف هذه الاعمال اعتبارا من صباح غد (اليوم) الخميس». واوضح المصدر: «ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد على اي اعتداء تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة ولحماية امن الوطن والمواطنين». ولم تشر الوزارة في بيانها الى ان وقف العمليات يأتي التزاما بخطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان، الذي اعلن مع ذلك تسلمه رسالة من السلطات السورية في هذا الشأن. وكانت القوات السورية النظامية قصفت، امس، عددا من المناطق، موقعة عشرات القتلى لا سيما في الاحياء القديمة في مدينة حمص، فيما وصلت تعزيزات عسكرية الى درعا التي تشهد مناطق منها حملات مداهمات واعتقالات، كما اقتحمت حي كفرسوسة في العاصمة الذي يشهد تظاهرات ليلية. وافادت لجان التنسيق المحلية ان 22 قتيلا افيد عن سقوطهم حتى عصر امس، عدد منهم في حمص وبينهم خمسة من الجنود المنشقين في درعا فقدوا في تاريخ سابق. وقال الناشط في حي باب السباع بحمص القديمة خالد التلاوي ان القصف تجدد بالمدفعية وقذائف الهاون على جورة الشياح وحي القرابيض وسمع دوي انفجارات في حيي الصفصاف وباب الدريب، كما تجدد القصف العشوائي على حي الخالدية. وفي درعا، انتشرت عشرات الحافلات والاليات التابعة للقوات النظامية في بلدة معربة وسط سماع اطلاق نار كثيف. وتم اقتحام بلدة غصم بالمدرعات. وجرت حملة مداهمات واعتقالات في قرية تسيل وبلدة انخل. وفي دمشق، افادت لجان التنسيق بتحليق كثيف للمروحيات الحربية في سماء مناطق الريف، مضيفة انه منذ نحو اسبوع بدأ سماع تحليق المروحيات في سماء العاصمة نفسها، مشيرة الى ان المروحيات العسكرية تقلع وتهبط من مطار المزة العسكري في العاصمة، ومن مطار عقربا في الريف. وأكد ناشطون أن قوات النظام قامت باجتياح منطقة كفرسوسة في دمشق حيث عدد من السفارات والمباني الأمنية السورية. وقال الناشط هيثم عبد الله إن القوات احتشدت في منطقة كانت شهدت تظاهرات ليلية، موضحا أنها قامت بتفتيش المنازل بحثا عن ناشطين. وفي اللاذقية، قصفت مدفعية الجيش قرى عدة في جبل الاكراد، ما اسفر عن تهدم عدد من المنازل على رؤوس اصحابها. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى منع القوات النظامية الاهالي من النزوح عن المنطقة. ويتحصن في منطقة جبل الاكراد ذات الغالبية الكردية في ريف اللاذقية، عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية وناشطون معارضون متوارون عن انظار اجهزة الامن. وخرجت تظاهرة في جامعة حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات للمدن التي تشهد عمليات عسكرية ونددوا بالرئيس بشار الاسد. من جهة ثانية، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت العميد جمال الخالد بإطلاق الرصاص عليه خلال ذهابه إلى عمله بمنطقة عقربا في ريف دمشق». واضافت أن «المجموعة الإرهابية» استهدفت سيارة الضابط «ما أدى إلى استشهاده وسائقه المجند جنيد حسن المحمود». المصدر: الرأى العام الكويتية 12/4/2012م