هل أصبحت العودة الي خريطة السودان الأولي ذلك القطر الموحد حلماً مستحيلاً.. وهل بات ضرب الرموز الوطنية في دولة جنوب السودان هو الهدف الأبعد للقوي التي تخطط لتعميق الجراحات والخلافات بين البلدين؟ يعتبر الدكتور رياك نائب رئيس حكومة الجنوب أحد رموز الوحدة ولم يكن إنفصالياً خلال فترة تمرده السابقة كان من الموقعين علي إتفاقية الخرطوم للسلام.. مشار ظل الأقرب الي الشماليين وظل الصوت الوحيد داخل الحركة الشعبية الذي يدعو لعدم التشدد مع الشمال والدخول الي مربع الحرب معه وموقف الدكتور رياك مشار يبدو وأضحاً تجاه السودان في إحتفال الدولة الوليدة عندما قدم رياك البشير وأصفاً إياه بالشجاع. الآن بدا المخطط الذي تقوده إسرائيل وأضحاً فالكيان الصهيوني يحاول تأجيج نار الفتنة بين السودان وجنوب السودان وقطع أخر حبال التعايش السلمي ويبدو أن المخطط هذه المرة لا تنفذه الحركة الشعبية وحدها لان ذلك يبدو في ذلك السيناريو ضعيف الإخراج الذي قامت به قناة الجزيرة حين ادعت أنها أخطأت بتقديم حديث وزير الإعلام لدولة الجنوب بصورة د.رياك رغم ما أحدثه ذلك "الخطأ" من لبس وبلبلة في أذهان مشاهديها. ومن ناحية أخري فإن الحركة الشعبية هي المستفيد من وضع تلك المستندات في هذا التوقيت لإثارة الفتنة بين مشار والخرطوم والأمر لا يحتاج الي اجتهاد كبير ويبرز سؤال مهم هو " من الذي أبلغ السلطات بوجود هذه المستندات بمنزل رياك؟" المراقبون للمشهد السياسي يلخصون المواقف بأن الحركة الشعبية ومن ورائها الكيان الصهيوني يعلمون أنه بإمكان الخرطوم الإستفادة من تمرد النوير ضد جوبا أو الدينكا تحديداً وقبيلة النوير أشرس القبائل الجنوبية والتي تحضن أراضيها بترول جنوب السودان الذي هو أهم إستراتيجيات إسرائيل في الجنوب فهي بهذا المخطط تريد ضرب السودان بدولة الجنوب والعكس. في الوقت الذي يحاول فيه سلفاكير توحيد جبهته الداخلة وإذابة حركات النوير في الحركة الشعبية من خلال إثارة الفتنة بين نائبه الدكتور رياك مشار وحكومة الخرطوم ومن ثم يؤجج نيران الحقد بين النوير وأبناء السودان ويبقي سؤال يطرح نفسه بشدة كيف تدير إسرائيل هذا المخطط وتنفذ أجهزتها الإعلامية ذلك من خلال النقل دون الخوض في التفاصيل والتحليل العميق كيف تفسح الطريق أمام مخطط يقضي علي حلم الوحدة الذي يعول الشمال علي النوير والشلك كثيراً في تحقيقه ألا تعلم دولة الجنوب أن الصهيونية تبحث عن مصالحها وبإمكانها أن تهد المعبد فوق رؤوس الجميع ولا يهمها الجنوب ولا الشمال وتردد في أعماقها فليقتتلوا ولينفوا ما دام النفط والماس واليورانيوم بخير ويبقي السؤال هل يعي شعب النوير المخطط؟! هل تعي صحفنا وإعلامنا ما وراء هذا المخطط؟! وتظل الأسئلة حائرة تبحث عن إجابة ربما قدمتها لنا الأيام القادمة. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 18/4/2012