وصف الرئيس السوداني عمر البشير الأحد المتظاهرين والمحتجين في بلاده على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومته بشذاذ الآفاق الذين "تعاملت الحكومة معهم بالمؤسسات المعروفة"، ووجه بفتح معسكرات التدريب وعدم الاستكانة "لأن التآمر على البلاد ما يزال مستمرا". وأشار البشير خلال مخاطبته للقاء جهادي للطلاب مساء الأحد في الخرطوم، إلى ما أسماه "خيبة الذين يريدون ربيعا عربيا في السودان". وقال إنه تجول صباح الجمعة الماضي على عربة مكشوفة ليرى الاحتجاجات في الشارع "لكن وجدنا أن المتظاهرين لا يجدون أي تجاوب من الشعب السوداني". وكان الرئيس البشير قد اتخذ الأسبوع الماضي حزمة من الإجراءات التقشفية على رأسها رفع الدعم عن المحروقات وزيادة كافة أصناف الضرائب، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات ما تزال متواصلة حتى الآن. وقال البشير إن الشعب السوداني "معلم لا يقلد الآخرين". وأضاف "إذا أراد الشعب السوداني أن ينتفض فسينتفض كله". ووجه رسالة لمعارضيه بقوله "إن الذي يحدث في الدول العربية حصل في السودان مرات ومرات، وإن الإمبراطورية البريطانية غابت شمسها في السودان". ووجه البشير بفتح معسكرات التدريب وعدم الاسترخاء والاستكانة "لأن التآمر على البلاد ما يزال مستمرا"، داعيا الطلاب للتصدي لمن أسماهم الأعداء "الذين يتربصون بنا دوماً"، وقال مخاطبا الطلاب "ارنوا للأمام ولا تنظروا للمخذلين والمتآمرين والعملاء لأنهم فقاقيع ستزول". وأقر بوجود أزمة اقتصادية حادة بالبلاد "وضعنا لها الدواء لكنه مر". وأشار إلى أن "المتآمرين ظنوا أن السودان سينهار خلال شهرين منذ إغلاق نفط الجنوب، ولكن ظهر الذهب". وأضاف "لا نخاف أن يقلعونا من الحكم فلا أميركا ولا غيرها قادرة على ذلك". وفي سياق آخر أكد الرئيس السوداني أن وفد حكومته المفاوض في أديس أبابا مع وفد جنوبي حول القضايا العالقة بين الدولتين لن يقدم أي تنازل لنظيره الجنوبي، مشيرا إلى أن السودان تنازل في الماضي لأجل الوحدة والسلام "وقد قدمنا ما فيه الكفاية ولم ننتظر شكرا من أحد ولن يضيرنا عدم التزام الآخرين". حصار واعتقالات في هذه الأثناء قال حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي الأحد إن مجموعة من جهاز الأمن والمخابرات السودانية تحاصر مقر حزبه بضاحية الرياض شرق الخرطوم. وأبلغ الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام الجزيرة نت، أن أفراد الأمن يطوقون كافة مخارج ومداخل مقر الحزب ويقبضون على كل من يخرج منه. وأكد "أنهم قبضوا حتى الآن على ثمانية من قادة الحزب على رأسهم عضو شورى الحزب شريفة ساتي". وتساءل عن أسباب محاصرة دار الحزب "في الوقت الذي يفترض فيه أن تتحلى الحكومة بالصبر على الآخرين". وكان حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي أبلغ الجزيرة نت في وقت سابق الأحد أنه تلقى إخطارا من جهاز الأمن والمخابرات الوطني يمنع فيه الحزب من إقامة أية ندوات أو نشاطات جماهيرية بداره، وهو ما عده الحزب تحولا جديدا في الأزمة الحالية بالبلاد. وقد واصل طلاب جامعة الخرطوم أمس الاحتجاج، مما حدا بالشرطة إلى إطلاق الغاز المدمع لتفريق تجمعاتهم رغم عدم خروجهم من الحرم الجامعي، ومحاصرة الجامعة من كافة مداخلها لمنع الطلاب المحتجين من الخروج إلى الشارع وقيادة مظاهرة أكبر. كما تواصلت الاعتقالات لتشمل صحفيين وسياسيين، إذ أعلنت صحيفة الجريدة المستقلة أن الأجهزة الأمنية لا تزال تحتجز الصحفية سارة ضيف الله دون إبداء أي أسباب. كما تعرض الصحفي فيصل عبد الرحمن -الذي كان يحاول تغطية مظاهرات الطلاب- للاعتقال والاحتجاز بحراسة قسم شرطة الخرطوم شمال. المصدر: الجزيرة نت 25/6/2012م