قال الجيش السوداني إنَّ الحركات الدارفورية المسلحة وما يسمي بالجبهة الثورية أضحت أهدافاً حربية مشروعة له، وقال المتحدث بإسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد إن المتمردين وسَّعوا من نطاق إعتداءاتهم على المدنيين والمواطنين البسطاء فى أنحاء دارفور وكردفان فى الوقت الذى تتدفق عليهم دعومات لوجستية (مؤن غذائية وذخائر) عبر قوافل تقدمها حكومة دولة جنوب السودان. ويشير الصورامي الى أن المتمردين حوّلوا جهودهم بإتجاه إستهداف المواطنين متحاشين مواجهة الجيش السوداني وبات غالب نشاطهم يتركز حول الأسواق . وفى ذات الصدد يشير الصوارمي الى وصول أعداد من متمردي العدل والمساواة وحركة مناوي الى مناطق جبل مرة فى (كورما، صبي، كير) وبرفقتهم سريَّة كاملة من الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان. والواقع إن ما يُسمي بالجبهة الثورية والحركات المسلحة الدارفوية باتوا يشكلون عبئاً أمنياً على مواطني دارفور، يزيد من معاناتهم فكما قال المتحدث بإسم الجيش، لم تعد لديهم الجرأة لمواجهة الجيش السوداني والقوات النظامية، ولهذا حوّلوا أنشطتهم العسكرية ضد العُزَّل والأبرياء. وتشير متابعات (سفاري) فى هذا الصدد الى ان الحركات الدارفورية المسلحة اصبحت العدوّ الأول للمواطنين فى دارفور وأشار أحد رؤساء الادارة الاهلية فى منطقة مهاجرية بجنوب دارفور إنّ حركة مناوي وحدها إنتزعت من منطقتهم العام الماضي ومطلع هذا العام حوالي 243 رأس من البقر من أجود أنواع بقر المنطقة، كما إنتزعت ما يقارب ال15 من الجمال بالإضافة الى ما يعادل 7 مليون جنيه عبارة عن محصولات زراعية (دخن وذرة)، ولهذا يقول المتحدث بإسم حكومة شمال دارفور حافظ عمر ألفا إنَّ حكومته إتخذت إجراءات مشددة للغاية لتأمين الموسم الزراعي والطرق والممرات والمسارات، فقد درجت هذه الحركات على إستهداف المزارع وإفشال الموسم الزراعي. ولعل من الغريب حقاً أن تدَّعي ما يسمي بالجبهة الثورية وحركات دارفور أنها تعمل و (تناضل) من أجل المهمّشين وأهل دارفور وجنوب كردفان، وفى الوقت نفسه تقف هذا الموقف المخزي تجاه معاش المواطنين وحياتهم البسيطة فتزيدها معاناة على ما فيها. و هذا فى الواقع يكشف عن حقيقة أهداف هذه الجبهة والذين يدعمونها ويقفون وراءها، إذ من المؤكد أن أهدافهم أبعد من مجرد أهداف سياسية ترمي لواقع أفضل؛ هى أهداف مرتبطة بإنسان السودان أينما كان ومن الغباء أن يصدق إلاّ السُذّج والبسطاء أنّ دولاً أجنبية ترمي بالأموال والأسلحة لهؤلاء المتمردين لكي تعينهم -بكل أريحية وكرم سياسي فياض- على تغيير واقع أهلهم إلي الأفضل، فكمبالا، وتل أبيب وحتى واشنطن نفسها لديها ما لديها من أهداف ظاهرة ومستَتِرة، وجوبا ايضاً المدفوعة بثأر وضغائن سياسية دفينة، هى الأخري تسعي للنيل من إنسان السودان سواء كان فى دارفور أو النيل الازرق أو جنوب كردفان . إنها مأساة أناس رضوا حياة الفنادق وركوب السيارات والطائرات الفاخرة وإرتداء الأزياء الفخمة وما عاد يهمّهم ما يحدث أو يقع لأهلهم البسطاء!