أثارت إقالة الرئيس المصري محمد مرسي كبار القادة العسكريين في الجيش قلقاً “إسرائيلياً" بالغاً، كما قال مسؤولون ومحللون فيها، باعتباره “زلزالاً" عسكرياً وسياسياً، استدعى مطالبة مسؤولين “إسرائيليين" بالتعاون العسكري لكونه أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى لاستعادة ما سموه الهدوء في سيناء، فيما لم تترد واشنطن عن تقديم النصائح للحكومة والجيش في مصر بالعمل معاً، وجددت “البنتاغون" استعدادها لمواصلة الشراكة مع الجيش المصري، في وقت سيطرت حالة من الجدل السياسي والقانوني حول إنهاء حكم العسكر في الساحة الداخلية، حيث اعتبر البعض قرارات الرئيس مرسي طريقاً للديمقراطية ورآها آخرون صفقة لخروج آمن ل"العسكري" . ونفت مؤسسة الرئاسة المصرية الأنباء التي ترددت عن وضع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، المشير حسين طنطاوي، ونائبه رئيس الأركان الفريق سامي عنان، قيد الإقامة الجبرية، فيما واصلت قوات الجيش والأمن المشتركة . ولليوم السادس على التوالي، حملتها لتطهير سيناء من المسلحين، وتمكنت من قتل 5 مسلحين في مواجهات، واعتقال مجموعتين من مرتكبي العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 16 عسكرياً الأسبوع الماضي، وضُبطت أسلحة وقذائف “آر بي جي" وذخائر بحوزتهم . وقال مسؤول حكومي “إسرائيلي" “من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لأن كل شيء يتطور في مصر، لكننا نتابع الأمر عن كثب ومع بعض القلق مما يجري هناك" . وأضاف المسؤول “التعاون العسكري أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى لاستعادة الهدوء في سيناء . وتعرف القيادة العسكرية المصرية الجديدة ذلك، ولكن يبقى السؤال هو ما الذي يريده المسؤولون المصريون؟" . وبحسب هذا المسؤول فإن “هذا السؤال من دون إجابة لأن الحكومة المصرية الجديدة ترفض أي اتصال مع “إسرائيل" . وهذا مقلق لأن غياب قنوات الاتصال قد يكون له أثر سلبي جداً في المسار الفلسطيني الذي تتمتع فيه مصر دائماً بدور رئيس" . واعتبر شاؤول موفاز زعيم المعارضة ورئيس حزب كاديما، أن “مصلحة “إسرائيل" في هذه المرحلة من التغيير في مصر هي الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد وبذل جهود كبيرة للتعاون مع هذه الدولة في مجالات الاقتصاد والأمن والاستخبارات" . وبحسب موفاز فإن “الرئيس مرسي رجل عقلاني ويعرف أن من مصلحة “إسرائيل" ومصر التعاون في سيناء . . “إسرائيل" تستطيع مساعدة الجيش المصري" . وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “من المهم أن يعمل العسكريون والمدنيون معاً بشكل وثيق لتسوية المشكلات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها مصر"، مضيفاً “نأمل أن يتيح إعلان الرئيس مرسي للشعب المصري الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول المجاورة" . وقال المتحدث باسم “البنتاغون" جورج ليتل للصحافيين “نتوقع أن يقوم الرئيس مرسي بتغييرات داخل الهيكلية العسكرية ويعيّن فريقاً جديداً" . وأضاف أن “الولايات المتحدة، خصوصاً وزارة الدفاع تتطلع إلى مواصلة علاقة وثيقة جداً مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة" في مصر . وتابع قائلاً “نعرف وزير الدفاع الجديد، أنه يأتي من صفوف المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونعتقد أنه يمكننا مواصلة الشراكة القوية التي أقمناها مع مصر" . إلى ذلك، أعربت الحكومة الألمانية عن أملها في أن تواصل مصر عملية الإصلاح السياسي . وقال المتحدث إن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله يرى أن “المعيار الحاسم" هو مدى مواصلة المسار السياسي الذي بدأت مصر تنتهجه . المصدر: الخليج 14/8/2012م