أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية صلاح الدين ونسي التزام حكومة السودان بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان، ووصفها بأنها تمثل أملاً كبيراً في الدخول لمرحلة التعاون والعمل المشترك مع جمهورية جنوب السودان. وطبقا لوكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا)، بحث وزير الدولة لدى لقائه يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة خلال مشاركته في فعاليات الدورة (67) للجمعية العامة للأمم المتحدة، الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في أديس أبابا مع دولة جنوب السودان والدور الذي تلعبه في تحقيق الاستقرار والسلام للبلدين. كما أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية حرص السودان على التعاون مع إدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، عبر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (اليوناميد)، مشيرا إلى الدور الهام الذي تضطلع به البعثة في الإقليم خاصة في مجالات التنمية بعد توقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. واعرب وزير الدولة لدى لقائه إدموند موليت مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة خلال مشاركته في فعاليات الدورة (67) للجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك عن إدانة الحكومة للاعتداء المؤسف الذي راح ضحيته أربعة من أفراد البعثة الأسبوع الماضي، مشيرا الي أن الحكومة ألقت القبض على الجناة وسيتم تقديمهم للعدالة مؤكدا حرص حكومة السودان على اتخاذ ما يلزم من تدابير لعدم تكرار مثل هذه الحوادث. وبحث اللقاء الأوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والبيان الذي أصدره ما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال، الذي هددت فيه بعرقلة تطبيق الاتفاقية الأمنية الموقعة مع دولة جنوب السودان، والهجوم الأخير الذي نفذته المجموعة المتمردة على مدينة كادقلي في ذات اليوم الذي انطلقت فيه فعاليات منبر كادقلي التشاوري حول قضايا السلام، بمشاركة أكثر من (15) حزباً سياسياً بما في ذلك أحزاب المعارضة الرئيسية. وطالب ونسي بأن تلعب للأمم المتحدة دورا واضحا في دعم السلام والاستقرار ودعم تطبيق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين االسودان ودولة جنوب السودان، مؤكداً حرص حكومة السودان على تطبيق هذه الاتفاقيات كاملة وتوظيف الزخم الإيجابي لهذه الاتفاقيات من أجل تسوية ما تبقى من قضايا عالقة. واكد مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة ان الاتفاقيات قد وضعت العلاقات بين الخرطوم وجوبا في مسارها الصحيح، مشيرا إلى أن إنشاء المنطقة الحدودية الآمنة بين البلدين وإقامة حدود مرنة بينهما سوف يساعدان كثيراً في بناء الثقة، مشيدا بتجاوب حكومة السودان مع إنشاء الآلية المشتركة لمراقبة الحدود والتحقق منها، ومبادرة حكومة السودان بإرسال (30) مراقباً إلى المقر المؤقت لرئاسة الآلية في مدينة أصوصا الأثيوبية". ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اعطاء فرصة كافية للتشاور المستفيض والوصول إلى حل مقبول للطرفين، وبصفة خاصة لقبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، مشيرا إلى ان أي محاولة لتسوية وضع أبيي تقوم على استبعاد أي من هاتين القبيلتين سوف تقود إلى المواجهات مرة أخرى، وأضاف أن بناء الثقة بين البلدين وإنشاء المنطقة الحدودية الآمنة سوف يساعد بدوره في تسوية الأوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. المصدر: الاتحاد 14/10/2012م
