ابلغ رئيس الآلية المشتركة لأبيى، الخير الفهيم ، القائم بالأعمال الأمريكى بالخرطوم جوزيف إستافورد أمس، تحفظ الحكومة على المقترح الذى تقدمت به الآلية الأفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي لقيام الإستفتاء خلال إكتوبر من العام المقبل ،مؤكداً أحقية المسيرية فى منطقة أبيى قائلا إن المسيرية يعيشون بها منذ أكثر من «أربعمائة « عام ويقضون بها سنويا «ثمانية « أشهر كرعاة،بينما جدد الدبلوماسي الاميركي موقف واشنطن الداعم لمقترح امبيكي بشأن المنطقة. وقال إستافورد أمس ،عقب لقاء مع الفهيم المكى فى دار الاخير بحي المهندسين في تصريحات صحافية انه جاء للتعرف عن قرب على رؤية الجانب الحكومى ، وأكد أنه تشرف بهذه الفرصة لتبادل الأفكار والآراء مع رئيس الآلية المشتركة لأبيى ،مشيراً الى أن بلاده تتفهم أهمية أبيى كما تتفهم رؤية الحكومة وتقدر مشاعرها بكل الإحترام والتقدير «إلا أن أمريكا رسميا ستدعم كاملا كافة الجهود التى قامت بها الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة ثامبو أمبيكى» ، إلا أن المسؤول الأمريكى عاد وأكد خلال اللقاء بأنه تفهم أحقية المسيرية فى التصويت أسوة بالدينكا نقوك . من جانبه، قدم الفهيم ردوداً ضافية لكل أسئلة إستافورد ،معلناً تحفظ الحكومة على المقترح الذى تقدمت به الآلية الأفريقية، بإقامة الإستفتاء خلال إكتوبر من العام المقبل؛ لأن ذلك يتعارض مع الدستور والقانون السودانى، وقدم الفهيم مرافعة عن أحقية المسيرية فى منطقة أبيى قائلا إن المسيرية لهم الأحقية لأكثر من «أربعمائة « عام وهم يقضون سنويا «ثمانية « أشهر كرعاة، بينما لايقضون فى مناطق الشمال أكثر من «أربعة « أشهر، مؤكدا أن المسيرية هم من استضافوا جد الدينكا «الروك بيونق « فى المنطقة وليس العكس ،وقال إن القبيلتين تزاوجتا وتعايشتا معا بدليل هذه السلالات والسحنات والعادات والتقاليد المتبادلة ،وقدم الفهيم سؤالا للمسؤول الأمريكى عن لماذا يعاقب المسيرية بحرمانهم من حقوقهم، هل لأنهم رعاة وهل يختلف الرعاة فى أمريكا وهولندا عن الرعاة فى دار المسيرية ؟ وأكد الفهيم أن مجتمع المسيرية يرفض بشدة المقترح الأفريقى بشأن ربط الإستفتاء بالإقامة الدائمة؛ لأنه تجاوزه كمجتمع يعيش بالمنطقة ،وحذر من أن المقترح سيعقد مشكلة أبيى أكثر ولن يحلها بل سينسف كافة الجهود التى بذلتها المجتمعات المحلية من تعاون وتعايش وإستقرار ،وزاد الفهيم ان الفترة المحددة نفسها تنم عن كارثة ستحل بالمنطقة. وتمسك الفهيم بالمقترحات التي تقدم بها المبعوث الأمريكى السابق سكوت غرايشن بشأن حل مشكلة أبيى وتقضى بأن يحق التصويت لكل من يقطن أبيى لأكثر من «185» يوما فى العام ،واتهم الفهيم، من وصفهم بأصحاب مصالح بالتأثير على الرأى الأمريكى ، وشكا بشدة من تعنت الطرف الآخر فى تنفيذ بروتوكول أبيى، وقال إنه خرق كل الإتفاقيات التى تم توقيعها بإثيوبيا فى يونيو 2011 ، مؤكدا عزم الحكومة وجديتها على تنفيذ بروتوكول أبيى وفق المعايير المحددة، مؤكدا مشاركة مجتمع المسيرية فى إستفتاء أبيى وفق بروتوكول أبيى المعروف ،كاشفا عن إجتماع للآلية المشتركة فى الفترة مابين «10 - 12» نوفمبر الجارى بطلب من الجانب الآخر . نقلا عن صحيفة الصحافة8/11/2012