ومثل روسي حصيف يقول.. (تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً). ويبدو أن مجموعة المنشقين عن الحركة الشعبية تشهر - الآن - فأسها للإجهاز على عرمان. إلى درجة تجعلها ترفض الهدايا – الضخمة جداً – التي أعدها لها السيد فاقان- بعد أن فشلت معها سياسة التهديد والوعيد. ويبدأ التنفيذ في الخطة الحقيقية إلى الزج بعرمان إلى القاع.. حين تكون هذه المجموعة جلها من ذوي الثقل الاجتماعي والسياسي الضخم على مستوى الجنوب. والمجموعة هذه حينما كانت تتلقى نبأ ترشيح عرمان إلى رئاسة الجمهورية.. كانت تقول - في رهبة مضنية - (المسألة ليست نزهة.. بل ولا هرجلة سياسية ينتصر فيها أكثر الناس ضجيجاً.. إنما هي معركة انتخابية مع خصم يملك من العتاد والإعداد والخبرة والعقول المستنيرة ما لا قبل للحركة الشعبية ولا للمعارضة بها). والحديث يعني أن عرمان شخصية غير مناسبة عندما يكون الخصم الآخر هو البشير. والحديث هذا كان يصل إلى سلفا شفاهة وكتابة.. وسلفا يزج به إلى قاع النسيان.. لأن سلفا كان قبله يتلقى تنويراً من فاقان بأن ترشيح عرمان يعني نهاية فصيل الجلابة داخل الحركة. ونحن وأنتم وفاقان وسلفا.. نعلم ذلك..! لكن ما الذي يجعل المنشقين هؤلاء يصدقون هذا.. ويدركون بأن من يقومون به ماهو إلا عمل مخطط له من قبل فاقان.. هدفه الأساسي فقط خداع عرمان.. و.. وفاقان الذي يجد أن كل شيء - الآن – يوميء برأسه إلى الانهيار.. كان يقدم مقترحاً خجولاً لسلفا. المقترح يقول.. (علينا أن نضحي بالسودان كله مقابل أن يبقى الجنوب.. وهذا لن يتأتى إلا إذا ركعنا إلى الوطني ونحن نجهش بالبكاء – على شاكلة دقاني وبكى وسبقني إشتكى - وطلبنا منه سحب أكول مقابل سحب عرمان). بعدها مباشرة وكالرجل الذي يبتلع لسانه.. كان يصمت فاقان عن الكلام.. فاقان يرتابه الخوف من أن يرفض الوطني هذا المقترح وتفقد الحركة الشعبية الجنوب.. في ظل تعنت المنشقين والمضي قدماً في رفعهم لإشارة العصيان..! وفاقان الذي يلتفت إلى خليل - الذي كان ينتظر منه الكثير لهدم الوطني- كان يجد أن خليل يدخل مع البشير في عناق حار. وهذا يؤكد شيء واحداً هو أن الوطني فارسٌ عن الصدام.. وحازق على السلام. نقلا عن صحيفة الرائد 25/2/2010