كثيرون اعتبروا عبارة الرئيس مرسي تعبيراً دبلوماسياً أكثر من كونها ذات مدلول سياسي مباشر، لجهة أن الرئيس مرسي يلقي بخطابه في أول زيارة له للخرطوم التي تعد متقاربة معه ايدولوجياً، ما يجعله حريصاً على تحييد صفه الإسلامي في سياق العلاقات الدولية والإقليمية.. السفير الرشيد أبو شامة، لم يعتبر الأمر مصادفة أو غير مقصود لذاته، رافضاً في حديثه ل(الرأي العام) أي تفسير لأحاديث رؤساء الدول كضرورة شكلية، ورجح أن يكون الهدف من حيث الرئيس مرسي (طمأنه) إثيوبيا ودول المنبع بسبب ملف مياه النيل واستدرك (إذا كانت الزيارة في عهد مبارك لربطنا الرسالة بقطر بسبب توتر العلاقات آنذاك، لكن أكبر المخاوف حالياً موجودة لدي دول حوض النيل بما في ذلك دولة جنوب السودان بسبب تقارب الموقف التفاوضي للخرطوم والقاهرة). مراقبون رفضوا تفسير عبارة أو رسالة الرئيس المصري باعتبارها موجهة لجوبا أو محاولة لطمأنة الجنوب من التقارب المصري السوداني، مدللين على فرضيتهم باستباق زيارة مرسي للخرطوم بزيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لجوبا، ربما عملت على توضيح أبعاد الزيارة المصرية للخرطوم كتطمين استباقي.. من جانبه أرجع كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي في حديثه ل(الرأي العام) رسالة الرئيس مرسي لمدلولين أو لهدفين، أولهما طمأنة الخليج العربي حيال العلاقات الثنائية بين الخرطوموالقاهرة. وقال: (دول الخليج العربي تنظر للقاهرة باعتبارها نظام حكم إسلامي، وتعتقد أن نظام الحكم في الخرطوم امتداد لحكم الأخوان المسلمين، بالتالي ينظرون للتقارب المصري السوداني، باعتبارهما امتداد للخط الإسلامي القادم في سياق الربيع العربي، وحدد عمر رسالة الاطمئنان في بعدها الثاني تجاه دول الخليج أيضاً بحكم التقارب الإيراني/ السوداني، واعتباره كمحور بإضافة القاهرة بزيارة مرسي للخرطوم، كمثلث تخشاه بعض دول الخليج والدول العربية. ثاني مدلولات الرسالة بحسب كمال جاءت موجهة داخلياً للقوي السياسية السودانية وتحالف قوى الإجماع وقال (مرسي أراد أن يؤكد برسالة طمأنة أن مصر لها موقف ممتاز من المعارضة السودانية وأنها مبدئية تجاه مسألة الحريات، أي أنها رسالة طمأنة للمعارضة بالداخل، بأن التقارب الماثل بين القاهرةوالخرطوم ليس علاقات أنظمة أو حكومات، بقدر ما أنه تقارب بسبب علاقات الشعبين، وليس مرتبطاً بالتقارب مع النظام الحاكم لاستهداف المعارضة السودانية أو لبناء إستراتيجية مشتركة). وأضاف (نحن في المؤتمر الشعبي نلتقط رسائل الرئيس مرسي لتكون في صالح مزيد من تأطير العلاقة مع الشعب المصري) وتابع (حديث مرسي ورسالته نعتبرهما طمأنة لنا في المؤتمر الشعبي باعتبارنا جزءاً من المعارضة السودانية). كمال لم يستثن دول حوض النيل من رسالة الرئيس المصري، واعتبر أنها يمكن أن تفسر في اتجاه طمأنة دول الحوض باعتبار أن المواقف التفاوضية السودانية/ المصرية في الملف مشتركة، بالتالي فإن الهدف طمأنة تلك الدول أن تقارب القاهرةالخرطوم ليس تكتلاً أو خصماً من التعاون والتفاهم والحوار.. المكتب السياسي للحزب الاتحادي الأصل، كان أكثر دقة في توضيح اتجاهات رسائل مرسي وأبعاد الزيارة المصرية، ووصفها عضو المكتب السياسي للحزب محمد سليمان بأنها بروتوكولية لأنها تأخرت أكثر مما يجب. وقال ل(الرأي العام) إن الكثير من الملفات الملحة بين العاصمتين لم تناقش بسبب الوضع في القاهرة المقبلة على تسوية سياسية أو الوضع غير المستقر الذي لا يسمح كذلك بمناقشة أي ملف أو وضع أي استراتيجيات. أضاف (الوطني كان الأحرص على زيارة مرسي لجهة تكسير حالة العزلة التي يستشعرها منذ ما ضربة اليرموك وبحث خلالها عن دعم معنوي مفقود. وأعتبر عضو المكتب السياسي للاتحادي أن أبلغ رسائل مرسي جاءت بلقائه القوى السياسية السودانية سواء الشعبي أو الأمة أو الاتحادي، وفسرها بأن القاهرة حريصة على تأكيد حسن علاقتها بكل الأطراف. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 7/4/2013م