قبل فترة قصير أفلحت لجنة (أجاويد) في مدينة عطبرة في احتواء الخلاف الذي طفر الي السطح بين الأمين العام للمؤتمر الشعبي بولاية نهر النيل وبين جماعة (أنصار السنة) وكان الخلاف ان بعض منسوبي الجماعة رفضوا الصلاة خلف مسؤول الشعبي في عطبرة بحجة تأييده ل( فتاوي سابقة للشيخ الترابي)..وبذلك طعنت الجماعة في صحة الصلاة خلفه باعتبار ان للترابي آراء مناقضة ل( ما هو معلوم من الدين بالضرورة).. وعاد التصافي بين الجانبين بجهود شعبية قبل أن يتشعب لإجراءات قانونية قد يصل (سوطها) الي كثيرين. المهم قبل أن تجف سطور النقد اللاذع تجاه آراء الترابي السابقة والتي ابدي نحوها عدد من العلماء جاهزيتهم لمناظرة مفتوحة معه وتبنوا فضح ادعاءاته أمام الملا وأيضا قبل أن تطوي الأيام خلاف عطبرة سالف الذكر خرج الدكتور الترابي أمس الأول بآراء اشد سخونة من سابقاتها وهو يتحدث في معرض ندوة حول التفسير التوحيدي نظمتها (مجموعة آلاء الثقافية) واستبعد فيها الروايات التاريخية حول (زواج النبي صلي الله عليه وسلم من السيدة خديجة والسيدة عائشة). وقال الترابي في تلك الندوة إن النبي (صلي الله عليه وسلم) تزوج من السيدة خديجة عمرها (30) عاماً بخلاف الرواية القائلة أن النبي تزوجها في عمر 40 عاماً ، وقال ان النبي (ص) تزوج عائشة وهي في عمر 17 وأشار أن هذه اصح الروايات وقال الترابي في ذات الندوة :" إن الملائكة لا تقاتل بالسند المادي مع المؤمنين وإنما بتثبيتهم بالقول في القتال".. وحدثت مشادة كلامية بحسب رواة الأخبار بين الدكتور الترابي واحد قادة حزبه الشباب هو المجاهد الناجي عبد الله الذي أنكر علي الشيخ حديثه عن قتال الملائكة وقال الناجي:" إن الملائكة قاتلت معهم في حرب الجنوب" ويري الناجي إن القتال والسند الملائكي كان مادياًَ بخلاف ما ذكر الترابي. وبعيداً عن دفوعات الناجي عبد الله وبالرجوع الي التفاسير لسورة (الأنفال) نجد الآية : ( إذ يوحي ربك الي الملائكة أن معكم فثبتوا الذين امنوا. سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) في هذه الآية خطاب للملائكة الذين أوحي الله إليهم ان يثبتوا الذين امنوا فيكون في ذلك دليل أنهم باشروا القتال يوم بدر.. لا أريد الخوض في أمور هناك من هو اعلم مني بها لكن الملاحظ ان الدكتور الترابي دائماً ما يصدر أراء (خلافية) لا حاجة للناس بها سيما في ظل ظروف يعاني فيها العالم الإسلامي كله من ويلات التشرذم والاختلاف بربكم ما الفائدة التي سنجنيها من ان النبي (ص) تزوج السيدة خديجة وهي ابنة ثلاثين أو أربعين؟؟ وما الذي سنجنيه كمسلمين من حديث الترابي (ان الملائكة لا تقاتل مع المؤمنين بسند مادي)؟.. والي ماذا يرمي د. د. الترابي وهو يزج بنفسه وبأمة الإسلام الي غياهب (الخلاف)؟؟. ما بدر من الشيخ الترابي لن يتوقف عن هذا الحد وستليه عواصف من ردود الأفعال ويبقي السؤال: ما هو موقف( مجمع الفقه الإسلامي من فتاوي الشيخ)؟.. وهل ينبري المجمع أو علماء الأمة المناظرية حتي يتبدي ل(العوام) أمثالنا (صحة) الأمر من (خلطه).. أم يكتفوا ب(الفرحة) فقط؟؟.. نقلا عن صحيفة الأهرام 23/4/2013