عرمان والسيدة آن ايتو يجلسان الآن لتشكيل حكومة الحركة الشعبية الجديدة. وعرمان في لقائه مع سلفاكير نهار الأحد أول نوفمبر يطلب حل مجلس التحرير – العمود الفقري للحركة.. وسلفاكير يوافق. وعرمان يطلب حل واستبدال وزراء الحركة في الشمال.. وسلفا يتجه إلى ذلك. كل هذا لا معني له – لكن عرمان – وفي اللقاء ذاته حين يتهم مشار بأنه يسعي لتدمير قطاع الشمال يرسل جملة لها ظلال بعيدة . عرمان في اللقاء كان يقول للمجتمعين الثمانية أن (هناك مشاكل من قبل بعض أعضاء مجلس التحرير وعدد كبير منهم يسعون لتقويض الحركة بسلطات الحركة..!! وقد ثبت أن الكثير من أعضاء مجلس التحرير لديهم أجندة تخدم جهات معادية للحركة حسب ما تم رصده من اللجان الأمنية والخلايا السرية). والإشارة الأخيرة يريد السيد عرمان ورائها أن يشير إلى أن جهاز الاستخبارات يرفع تقاريره إليه هو وليس إلى مشار أو باقان. وحل مجلس التحرير الذي يقترحه عرمان ويمضيه سلفاكير يقول عرمان من ورائه أن من يدير الجنوب والحركة هو عرمان. واقتراح استبدال وزراء الحركة في الشمال إشارة أخرى تقول أن الملك هو عرمان. ثم يأتي اقتراح الحركة بستين عضو يضافون إلى مقاعدها في المجلس الوطني ليصبح الملك عرمان هو الذي يعيد تشكيل مجلس التحرير من هناك. ويعيد تشكيل وزراء الحركة من هنا . ويقوم بتعين النواب الجدد من هنا. وكلهم من الشيوعيين يقيناً. لكن. (2) العرض لم ينته فالمشهد الأعظم في المسرحية كلها وببطولة كاملة من عرمان هو مشهد .. المال. فالحركة الشعبية تتلقي ملياراً ونصف المليار من أوروبا للانتخابات. لكن عرمان لا يريد إنفاق المال هذا على الانتخابات .. والحل؟! والحل هو أن (تلغي) الانتخابات. وعرمان يقترح تحويل المبلغ هذا لدعم القطاعين الجنوبي والشمالي . لكن عرمان لا يريد إنفاق المال هذا على القطاعين والحل؟! الحل مدهش .. فالسيد عرمان يلغي قطاع الجنوب (المجلس والوزراء)و.. ليبقي شئ آخر وهو. انه .. وبينما كان عرمان يقترح دعم قطاع الشمال كان مكتب عرمان يقدم – وقبل شهرين – تقريراً سرياً جداً ومفصلاً جداً يعلن فيه أن قطاع الشمال لم يعد له وجود . وان القطاع هذا (الذي يخرج ستة مليون مواطن لاستقبال قرنق).. هكذا قال التقرير .. لا يستطيع الآن أن يخرج ستمائة شخص في حفل. وان الفنان السوداني الكبير جداً الذي كان هو المحرك الأول للجنة استقبال قرنق يخجل الآن من أن ينسب إلى الحركة الشعبية بأي صورة . و .. و.. والتقرير هذا نقرأه معاً. (3) لكن ما يقرأ ألان هو أن حديث سلفاكير عن الانفصال كان نوعاً من الحزام الناسف .. بكل معني الكلمة. والمعركة بين فئات الحركة التي تحتدم كان هي ما يجعل سلفا (ينسف) نفسه والآخرين. فالمعركة الآن كل شئ فيها يجعل سلفا تتجاذبه الجهات. باقان وعرمان وابناء قرنق وأبناء ابيي .. وأمريكا ويوغندا .. و.. واللغة والوعود والديون أشياء اخترعها البشر للتعامل.. والاحتفاظ بالغد في جيوب الآخرين .. لكن الحركة تلغي كل هذا .. فاللغة لم تعد تعني شيئاً . ولا الوعود .. وهذا ما يتذوقه الآن السيد لينو. وادوارد لينو الذي يعيد حديث سلفا عن الانفصال هو رجل يتلقي وعداً من قبل بان يصبح حاكم ابيي أن هو قصفها عسكرياً ودخلها. ولينو يفعل . لكن ابيي تذهب إلى جهة أخرى . وباقان قبله يتلقي الوعد بوزارة الخارجية أن هو نزع عنها أكول. وباقان ينزع أكول .. ثم ينال شيئاً. ونيال دينق مثلها .. وجيمس ايقا وايتو وصف طويل كلهم يتلقي وعداً بجائزة ثم يتلقي صفعة. وكلهم يرد الصفعة. ومهرجان الصفعات يصل بالحركة إلى ما يجري الآن. وسلفا يجعله (الزهج) يقف في الكنيسة ليقول ما قال الأسبوع الماضي. (4) وعامل غريب جداً .. وهامس جدا هو ما يطل في الأيام الأخيرة – أيام كلمة الانفصال – ليجرجر كل احد حتى يوقفه أمام المرايا. ومجموعة ابيي ودينق ألور وادوارد لينو – وكلهم من أبطال الانفصال – كلهم يقف أمام المرايا خلف الباب ليجد أن . ابيي لها عضوية الآن في واراب واثنان في الوحدة .. واثنان في أويل في المجالس التشريعية .. ولها وزراء في حكومة الجنوب ولها مستشار ولها ما هو أضخم من كل هذا. ابيي منها من يدير المالية والجيش و.. و.. فان ذهب الجنوب منفصلاً فقدت ابيي كل هذا .. فآبيي الآن من الشمال قانوناً .. وورجالة.. وكل شئ في الجنوب له ألف وجه وألف لسان ونترجم . نقلاً عن صحيفة الوفاق 8/11/2009م