فيما تواصلت الاحتجاجات الحاشدة لليوم الثالث علي التوالي قتل خلالها شخصيان, شيع آلاف التونسيين جنازة المعارض السياسي الراحل محمد البراهمي من امام منزله باتجاه مقبرة الجلاز بالعاصمة وسط تعزيزات أمنية مكثفة, بينما انفجرت سيارة مفخخة بضاحية حلق الواد أسفرت عن إصابة ضابط. واحتشد الآلاف من المواطنين والسياسيين والممثلين عن أحزاب ومنظمات من المجتمع المدني امام منزل براهمي في حي الغزالة بمحافظة اريانة المتاخمة للعاصمة لإلقاء الوداع الاخير علي الفقيد. وكانت الرئاسة التونسية قد قررت تنظيم جنازة وطنية للبراهمي الذي سيواري الثري بروضة الشهداء بمقبرة الجلاز. وتحرك موكب الجنازة تحت صيحات الجماهير وزغاريد النساء وفي ظل اجواء مؤثرة وسط عائلة البراهمي وابنائه الخمسة. كان القيادي المعارض محمد البراهمي(58 عاما) النائب في المجلس التأسيسي ومنسق عام التيار الشعبي, يساري وقومي, قد اغتيل الخميس الماضي ب14 رصاصة من قبل مجهولين امام منزله. وقبل ساعات من بدء مراسم تشييع الجنازة أصيب شرطي تونسي جراء انفجار سيارة ملغومة في ضاحية حلق الواد, وقال محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الإنفجار سببته قنبلة تقليدية الصنع. جاء التفجير بعد ان اتهمت وزارة الداخلية متشددين اسلاميين باغتيال المعارض محمد البراهمي. وكان ناطق باسم وزارة الداخلية قد صرح بان سلفيا متشددا وراء اغتيال البراهمي, مضيفا أن السلاح الذي استخدم في اغتياله هو السلاح ذاته الذي استخدم في اغتيال شكري بلعيد في فبراير الماضي. تزامن التفجير مع مقتل شخصين علي الأقل في مدينة قفصةالتونسية خلال احتجاجات فجر أمس اجتاحت عددا من المدن تنديدا باغتيال البراهمي. ونقلت اذاعة موزاييك المحلية ان متظاهرا يدعي محمد مفتي توفي امام مقر الولاية متأثرا باستنشاق الغاز المسيل للدموع, مشيرة الي ان طفلا عمره15 عاما من نفس المنطقة لقي حتفه ايضا خلال الاحتجاجات. وطالب المحتجون باسقاط النظام وحل المجلس الوطني متهمين الحزب الحاكم, حركة النهضة الاسلامية بالتورط في الاغتيالات السياسية في البلاد. كما شهدت مدينة سيدي بوزيد مسقط رأس القيادي الراحل محمد البراهمي حالة من الفوضي والفراغ الاداري اثر اقتحام مقر المحافظة وخلع المحافظ كما تم اقتحام عدد من مقرات حزب حركة النهضة الاسلامية. وذكرت تقارير محلية انه تم انشاء مجلس محلي يتكون من ممثلين عن الاتحاد الجهوي للشغل ومنظمة الاعراف ونشطاء من المجتمع المدني لادارة شئون الجهة وتعيين محافظ جديد. وفي صفاقس دخل متظاهرون في اعتصام مفتوح في' ساحة الجمهورية' بوسط المدينة الي حين الاطاحة بالحكومة وحل المجلس التأسيسي. وكان اكثر من42 نائبا عن الاحزاب المعارضة بالمجلس الوطني التأسيسي قد اعلنوا أمس انسحابهم من المجلس خلال مؤتمر صحفي كما اعلنوا عن دخولهم في اعتصام مفتوح امام مقر المجلس في باردو من اجل الدعوة الي حله. المصدر: الاهرام 28/7/2013م