بخطى متسارعة تمضي ولاية النيل الازرق لتضميد جراحات احداث الفاتح من سبتمبر عام 2011 ،التي كادت تتسبب في هتك وتمزيق النسيج الاجتماعي ،والعصف بوحدة ميزت العلاقة بين مكونات الولاية الاثنية طوال عقود مضت ،ورفع في اليوم الاول من شهر رمضان الصائمون الاكف تضرعا الى الله ان يحافظ على التماسك المجتمعي وان يعيد ابناء النيل الازرق من النازحين وحاملي السلاح الى حضن الولاية للاسهام في تنميتها والتأكيد علي مبارحة محطة الحرب التي تمنوا الا تتكرر. ويشير معتمد محلية باو فائز بله علي جاوا الى ان النسيج الاجتماعي بالولاية تعرض لتباعد عقب الحرب ،معتبرا السلوك الذي كانت تتبعه الحركة الشعبية من ابرز الاسباب التي قادت الى التباعد،وقال في حديث ل(الصحافة) ان الحركة الشعبية عملت خلال فترة توليها الحكم على زرع الفتن واحداث انقسام وسط اثنيات الولاية المختلفة ،منتهجة سياسة فرق تسد التي لم يتقبلها مجتمع النيل الازرق ،الذي اكد على انه جبل على التوحد والترابط ونبذ العصبية القبلية. ويعترف المستشار السابق لوالي الولاية المقال مالك عقار،النذير ابراهيم انتهاج الحركة الشعبية سلوكا مخالفا لثوابت مجتمع الولاية ،ويشير في حديث ل(الصحافة) الى ان بعض اعضاء الحركة الشعبية كانوا محدودي التعليم ،وهذا جعلهم لايتصرفون كرجال دولة ،ما جعل القبلية تتحكم في تصرفاتهم،وان هذا السلوك احدث غبنا وسط مكونات المجتمع بالنيل الازرق ،لجهة ان الولاية لم تعرف طوال تاريخها التمترس وراء القبيلة وتعاطي هذه الثقافة غير المألوفة. ويمتدح النذير ابراهيم الجهود التي بذلتها سلطات الولاية والادارة الاهلية عقب اندلاع الحرب ،وقال انها نجحت في احتواء فتنة كادت تتسبب في احداث شرخ جديد في جسد الولاية ،وذلك لانتهاج البعض سياسة تصفية حسابات ضد المنتمين للحركة الشعبية ،ويقول النذير ان الوعي المجتمعي بالولاية فوت فرصة النيل من التماسك ،مؤكدا ان النيل الازرق تجاوزت ماحدث في الفترة الماضية. وفي محلية الكرمك تسعى السلطات الى رتق النسيج الاجتماعي عبر البرامج الدعوية والتثقيفية والرياضية،وفي هذا الصدد يشير معتمدها النور محمد عبدالله الرباطابي الى ان الفترة الماضية شهدت حراكا مجتمعيا مكثفا ،يصب في قناة تقوية الترابط المجتمعي لتجاوز اثار الحرب ،وقال في حديث ل(الصحافة) انه تم فتح العديد من المراكز الدعوية قامت بتخريج 523 داعية ،اخضع 14 منهم لدورات تأهيل بالعاصمة ،وقال ان الشباب ايضا ظلوا ينشطون بدعم ورعاية من المحلية في مجال تمتين النسيج الاجتماعي وذلك عبر تنظيم دورات رياضية وتنفيذ برامج ثقافية،وقال ان الهدف من كل هذه البرامج والانشطة تمتين الترابط الاجتماعي بين مختلف اثنيات المحلية التي اشاد بتفاعلها وتجانسها. وتعتبر باو من المحليات التي ينتمي اليها عدد كبير من قادة الحركة الشعبية بمن فيهم الوالي الاسبق مالك عقار ،وهنا يشير معتمد المحلية فائز جاوا الى ان الكثير منهم عاد الي الولاية بعد العفو الرئاسي والجهود التي بذلتها حكومات الولاية والمكونات الاجتماعية،مشيرا الى ان كل العائدين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية ولم يتعرضوا لتضييق ،وان الكثير منهم تمت اعادتهم الي مواقعهم في الخدمة المدنية والعسكرية والمجلس التشريعي،مؤكدا ان حكومة الولاية تفتح ابوابها لاحتضان العائدين من صفوف الحركة الشعبية وذلك من اجل ايقاف الحرب واعادة الاستقرار الى الولاية والمساهمه في تطورها. ويقول معتمد الكرمك، النور محمد عبدالله، ان المحلية تبذل جهودا مقدرة لتلافي اثار الحرب ،وانها ظلت تناشد الذين يحملون السلاح بضرورة العودة الى احضان الوطن والانحياز للسلام ،مؤكدا ان السلطات الامنية والعسكرية بمحليته تعامل العائدون بأريحية ،حيث تستلمهم وبعد ان تكمل معهم الاجراءات الروتينية تطلق سراحهم بل تعمل على ايصالهم الى مناطقهم الاصلية،كاشفا عن وصول اعداد كبيرة منهم خلال الفترة الماضية ويؤكد:لايوجد اعتقال او تصفية حسابات او محاكمة ،ومن يعود يجد كل الاحترام والتقدير وذلك لانه انحاز للسلام. ،ويؤكد معتمد باو ان الجهود التي بذلها المجتمع وحكومة الولاية اسهمت في اعادة لحمة مكونات النيل الازرق الى سابق عهدها ،لافتا الى ان المواطن بوعيه وادراكه فوت فرصة النيل من وحدة مكونات الولاية. ويعود مستشار الوالي السابق، النذير ابراهيم، مطالبا بضرورة مواصلة المساعي مع حاملي السلاح من ابناء الولاية واقناعهم بضرورة العودة الى حضن الوطن،كاشفا عن ان الفترة الماضية شهدت عودة الكثير من القيادات والنازحين بعد ان توصلوا لقناعة بأن الحرب لن تحل قضايا الولاية ،مقترحا ان تشهد الفترة القادمة مواصلة الجهود في هذا الصدد. وكان والي الولاية، حسين ياسين احمد ابوسروال، قد اشار في حديث ل(الصحافة) الى ان السلام الذي تم توقيعه في 2005 كان يفترض ان يسهم في رتق النسيج الاجتماعي بالولاية ،ولكن هذا الامل لم يتحقق بداعي ممارسات منسوبي الحركة الشعبية واستفزازاتهم لمواطنين لهم مئات السنين بالولاية، ومارست بحقهم تمييزا اشعرهم بأنهم ليسوا من مواطني الولاية، وزاد:وكما يقولون رب ضارة نافعة فالمواطنون شكلوا لوحة بديعة في الحرب التي تجددت في سبتمبر من عام 2011،وذلك حينما توحدوا واكدوا نبذهم لها واظهروا تماسكا مجتمعيا لافتا وغير غريب على انسان النيل الازرق الذي جبل على السلم السلام. ويؤكد والي النيل الازرق، ان قرار رئيس الجمهورية القاضي بالعفو عن حملة السلاح سيظل ساريا الى ان يعود كل ابناء النيل الازرق الى الولاية ،وينحازون الى السلام وينبذون الحرب ،التي قال انها مرفوضة من كل اطياف المجتمع،وان هناك عملا دؤوبا ومساعي كبيرة تبذلها حكومة الولاية لتقوية النسيج الاجتماعي للولاية من جهة ،ودعوة حاملي السلاح للعودة والانخراط في العملية السلمية من جهة اخرى ،مؤكدا ان مستقبلا مشرقا في انتظار الولاية التي قال انها تمتلك كل المقومات المطلوبة للتطور والازدهار. نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 29/7/2013م