أرقام الضحايا والخسائر المادية الواردة من السودان تفيد بوقوع كارثة إنسانية حقيقية تتطلب التدخل الإغاثي الفوري، وهو ما دفع السيد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي لإطلاق نداء إنساني ناشد فيه الدول العربية والجامعة العربية ومنظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإقليمية والدولية تقديم يد العون الإنساني العاجل للشعب السوداني الشقيق اثر تعرض الالاف للتشريد وفقدان منازلهم بسبب الفيضانات الواسعة والسيول والأمطار التي اجتاحت أغلب مناطق ومدن السودان، والتي يتوقع لها أن تستمر في الهطول حتى نهاية الأسبوع. قطر كانت سباقة كعادتها في نجدة الأشقاء والأصدقاء، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية، وجاء تدخلها استجابة لنداء الضمير والأخوة والإنسانية، حيث بادرت وبقطاعات مختلفة من الدولة، استجابة لتوجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بإرسال مواد إغاثية عاجلة إلى جمهورية السودان الشقيقة، تعبيراً عن وقوف قطر مع السودان وشعبه لمواجهة آثار هذه الأمطار والسيول. هذا المبادرة تحمل أكثر من رسالة في جوهرها ومضمونها، فهي تعبير عن إرادة سياسية ثابتة في سياسة قطر الخارجية وفقا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بنجدة الأشقاء والوقوف معهم في جميع محنهم وظروفهم، سواء تعلق الأمر بأزماتهم الاقتصادية أم الاجتماعية أم السياسية، أو في حال تعرضهم لكوارث طبيعية كما هو الحال مع السودان الشقيق، ولذلك جاءت هبَّة قطر، قبل أي نداء استغاثة، تأكيدا لهذا المبدأ الراسخ، كما أنه يحمل رسالة تتعلق باستمرار والتزام قطر بالوقوف مع السودان الشقيق في جميع قضاياه، كما هو الحال في دارفور، ومسلسل السلام في هذا الإقليم، الذي تشرف قطر بالشراكة مع المجموعة الافريقية والعربية والدولية على إرسائه. ولعل هذا التوجه ما أعرب عنه المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية السوداني بشكر وتقدير حكومة قطر، لما ظلت تقدمه من دعم للسودان في كافة المجالات. المصدر: الشرق القطرية 15/8/2013م