كتبت مقالاً قبل عدة سنوات بعنوان (برش باقان) ومع تغيير المسرح السياسي لدولة الجنوب إلا ان استدعاء هذا العنوان يأتي في وقت وظرف المنطقة الوسطي ما بين إطلاق صادر النفط الجنوبي أو قفل الآبار نهائياً دون عودة... فباقان حينها قال ان الجنوب ليس برشاً يطوي ليختار جواراً اخر غير السودان ولعله كان في نفسه ياليته كان برشاً يطوي ليبحث لهن جار أخر ولكنه حكم الجغرافيا وطالما كان ومازال لا خيار للسودان وجنوب السودان إلا في الجوار فلماذا لا يكون جواراً آمناً ولماذا لا تصعد المصالح الاقتصادية العليا لجنوب السودان علي مصالح فئة اختارت ألا تخرج من أسلوب الغابة رغم نجاح السياسيين في إيقاف أطول حرب في إفريقيا ما هي مصلحة الجنوب عندما قفل آبار النفط فجأة دون مقدمات لمدة عام ونصف لم يفقد فيها السودان سوي تعريفة النفط وما الجديد إذا فقدها كلياً وبحث في باطن الأرض عن بتروله الجديد والمرخص لعدة شركات عالمية وعاد لمربع الصادر من جديد ناسياً باب الريح وماذا عن الجنوب إذا أتت رياح السياسة بما يشتهي الاقتصاد والتزم بتطبيق حزمة مصفوفة أديس التي عرفت في تفاصيل الاتفاق بما فيها المدي الزمني وسار بترول الجنوب عبر أنابيب الشمال وتمت دفع تعرفة النقل محروسة بجوار امن وسلام مستدام سينتعش اقتصاد الجنوب لا محالة وستعمل الشركات المنتجة مما ينعكس بمزيد من الاستكشافات والحقول ومن ثم يرتفع إنتاج الجنوب من النفط ويأتي ذلك بانتعاش حقيقي للاقتصاد الجنوبي بما يسهم في تقوية الدولة الوليدة وبنياتها الأساسية ويحقق حلم إنسان الجنوب في العيش الكريم في دولة اختارت استقلالها. أما إذا استمر الحال في حالة الشد والجذب فلا احد رابح في حرب قصمت أطراف البلاد وتقصم من ظهرها وظهر مواطنها إلا ان يفكر في العودة مرة أخري ربما طالب بالوحدة إذا لم يشعر المواطن في حياته بالجديد المفيد مهما تمددت المدة فهي الي نفاد ولذلك فالفكرة في ملعب حكومة الجنوب وفي ملعب الوسيط الإفريقي وفي ملعب شركاء النفط فتطبيق الاتفاقية هي حراسة لمصالحهم وتحسب للوسيط الإفريقي نقطة نجاح يسجلها له التاريخ فلا التمديد الذي يحل المشكلة بل أساس الحل في التطبيق الشامل والكامل للمصفوفة التي وقع عليها رئيسا البلدين فلا حاجة لمفاوضات أخري ولا حاجة للقاء رئاسي جديد. علي الوسيط الإفريقي إنزال اتفاقية أديس علي ارض الواقع وليجلس الفنيون من جميع الأطراف لحل ما تبقي من أمور عالقة لإزالة الغبار العالق حتى لا تصاب جوبا بالزكام إذا عطست الخرطوم، وبرش باقان لا يستطيع احد طي الجنوب بعيداً عن الشمال فالحل في الجوار واحتساب المصالح الاقتصادية فكل القوة في الاقتصاد وآية دولة قوية اقتصاديا هي دولة قوية سياسياً فهل يعي الجنوب الدرس؟ نقلا عن صحيفة الرأي العام 21/8/2013